Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 25-25)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وهُو الذى يقْبل التَّوبة عَن عِباده } فلا يعاقبهم على ما تابوا عنه ، وفى الحديث : " إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " كما فى الترمذى ، عن ابن عمر ، وفى حديث : " ما دام فيه الروح " وشهر أنه لا تقبل إذا عاين ، وفى حديث عبد الله بن مسعود وأنس : " أن الله تعالى أفرح بتوبة العبد من رجل نزل فى أرض مفازة مهلكة ونام ويقضى وقد ذهب عنه بعيره عليه طعامه وثوابه فطلبه حتى اشتد الحر والعطش ، فرجع لموضعه ، ووضع رأسه على ساعده ليموت فاذا هو على رأسه ، فأخذ برسنه أو ذهب الى شجرة فنام تحتها فلم يوقظه إلا بعيره يأكل منها فأخذ بخطامه " . والتوبة أن يندم عن الذنب خوفا من عذاب الآخرة ، أو طمعا فى الجنة ، أو لهما معا ، أو إجلالا لله ، ويعزم أن لا يعود اليه ، ويقضى ما عليه من حق الله فيه ، أو حق المخلوق ، أو يعفو صاحب الحق ، أو وارثه ، فان لم يصل الى ذلك أعطى الفقراء ، وان لم يصل الى ذلك لعسره أوصى به ، وقيل : التوبة الرجوع ، والباقى شروط ، دخل أعرابى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : اللهم أستغفرك وأتوب اليك وكبر ، ولما فرغ من صلاته قال له على : سرعة اللسان بالاستغفار توبة للكذابين ، وتوبتك تحتاج الى التوبة ، فقال : يا أمير المؤمنين ما التوبة ؟ فقال : الندم على الذنب ، وقضاء الفرائض ، ورد المظالم ، وإذابة النفس فى الطاعة كما ربيتها بالمعصية ، واذاقة النفس مرارة الطاعة ، كما أذقتها حلاوة المعصية ، والبكاء بدل ضحك ضحكته . قال سهل بن عبد الله التسترى : التوبة الانتقال من الأحوال المذمومة الى الأحوال المحمودة ، وفى الصحيحين ، عن أبى هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والله إنى لأستغفر الله وأتوب اليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة " وفسر الأكثر فى رواية الأغر بن بشار لمسلم ، " يا أيها الناس توبوا الى الله فانى أتوب اليه فى اليوم مائة مرة " وروى مسلم ، عن أبى موسى أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل ، حتى تطلع الشمس من مغربها ، وان تاب عن بعض المعاصى ، وأصر على بعض صحت توبته عن ذلك البعض ، فلا يعاقب فى الآخرة إلا على ما أصر عليه " ، وأكثر المعتزلة على أنها غير صحيحة ، وقبول التوبة غير واجب على الله عز وجل ، ولا واجب على الله عز وجل خلافا للمعتزلة { ويْعفُوا عَن السيئات } الصغائر ، باجتناب الكبائر ، والكبائر بالتوبة لقوله تعالى : { إلا من تاب } [ مريم : 60 ، الفرقان : 70 ] وانه لغفار لمن تاب ، والأشاعرة أجازوا العفو عن الكبائر غير الشرك بلا توبة ، ومنها الاصرار على الصغائر وهذا تفسير لما قبله ، أو يراد بما قبله ، أو يراد بما قبله الكبائر ، وبهذا الصغائر { ويعْلُم ما يفْعَلون } من خير وشر فيجازيهم عليه ، وهذا تحذير وإغراء .