Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 26-26)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ويَسْتَجيبُ } الله { الَّذين آمنُوا وعمِلوا الصالحات } قيل منصوب على حذف الجار ، أى للذين ، وهذا من العجيب يكثرون القول بنزع الجار فى القرآن مع أنه سماعى لا يقال به إلا حيث لم يوجد وجه غيره ، فنقول : استجاب يتعدى بنفسه تارة كما هنا ، وباللام أخرى ، كشكرته وشكرت له ، ويتعدى الى الدعاء بنفسه ، ولا مفعول له اذا عدى باللام مقدرة ، لأن المعنى الاقبال عليهم وعدم الاعراض عنهم اذا دعوا ، وذلك كما يقال : أجابه وأجاب له ، فاستجاب وأجاب بمعنى ، ويجوز أن يقدر : ويستجيب دعاء الذين آمنوا ، وقيل : المعنى يثبت الذين آمنوا على أعمالهم ، فإن الطاعة تشبه الدعاء ، لأنها طلب لما يترتب عليها ، والاثابة عليها تشبه اجابة الدعاء ، كما يسمى الثناء دعاء لأنه تترتب عليه المكافأة ، كما تترتب الاجابة على الدعاء . قال صلى الله عليه وسلم : " أكثر دعائى ودعاء الأنبياء قبلى لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير " إما أن يريد بالدعاء العبادة أو ظاهره ، سماها دعاء لترتب الثواب كترتب الاجابة على الدعاء ، أو لأن المشتغل بالعبادة يعطى أفضل مما يعطى الداعى ، قال الله عز وجل : " من شغله ذكرى عن مسألتي أعطيته أفضل مما أعطي السائلين " قال أمية بن الصلت لابن جدعان حين أراد معروفة : @ أأذكر حاجتى أم قد كفانى ثناؤك إن شيمتك الوفاء @@ قال صلى الله عليه وسلم : " أفضل الدعاء الحمد لله " يعنى أن الحمد يدل على السؤال بالتعريض أو شبه العبادة بالدعاء ، ومن أجاز الجمع بين الحقيقة والمجاز أجاز تفسير الاستجابة باجابة الدعاء ، والاثابة على الطاعة معا ، وكل منهما احسان فيجوز حمله على عموم المجاز ، وقيل الذين فاعل يستجيب ، أى يستجيبون الله ، أى قالوا ما أمرهم به ، وعملوا به ، والمضارع على كل حال للتجدد والعطف على قوله تعالى : { هو الذي يقبل التوبة عن عباده } [ الشورى : 25 ] قيل لابراهيم بن أدهم : ما لنا ندعو ولا نجاب ؟ قال : لأن الله تعالى دعاكم فلم تجيبوه فقرأ { والله يدعو إلى دار السلام } [ يونس : 25 ] { ويستجيب الذين آمنوا } يعنى إن الذين فاعل يستجيب ، فمن لا يحب الله لا يحبه ، والذين آمنوا على عمومه لفظا ونزولا . وقال سعيد بن جبير : قالت الأنصار : يا رسول الله هذه أموالنا تحكم فيها لما يعروك ، فنزل قوله تعالى : { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } تودون قرابتى من بعدى فخرجوا مسلمين وقال المنافقون : افترى على الله فى حب قرابته من بعده فنزل : { أم يقولون افترى } [ الشورى : 24 ] ٍ الخ فقرأها عليهم فتابوا ، فنزل : { وهو الذي يقبل } [ الشورى : 25 ] الخ فقرأها عليهم ، وقرأ : { ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات } . { ويزيدُهُم } على ما سألوا واستحقوا { من فَضْله } قال بعض المحققين : الظاهر أن هذا الحديث موضوع { والكَافرون لَهُم عذابٌ شَديدٌ } مقابل لاجابة المؤمنين والتفضل عليهم .