Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 49-49)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لله مُلْك السَّماوات والأرض يخْلقُ مَا يشاءُ } على اختياره وبلا وجوب عليه ، وله الملك يقسم الرحمة والسيئة كما شاء لا كما يهواه أحد ، ولا منازل له ، لأنه يفعل بحكمة ، فلا يبقى إلا التسليم والطاعة شكرا فى الرحمة والسيئة ، فان الرحمة للشكر لا للبطر ، والسيئة للرجوع اليه لا للجزع والكفر ، ورحمته هبة لا لواجب عليه كما قال : { يَهبُ لمنْ يشاء إناثا } كلوط وشعيب ، قدمهن وهن من جنس السيئات لمناسبة ما اتصل الكلام به قبل ، وللدلالة على أنه ليس الأمر تابعا لأهوائهم ، وهم يكرهونهن ، وللفاصلة ، وقيل قدمن لأنهن اكثر لتكثير النسل ، وقيل لتطييب قلوب آبائهن ، لما فى تقديمهن من التشريف ، بأنهن سبب لتكثير مخلوقاته تعالى ، وقيل : للاشارة الى ما فى تقدم ولادتهن من اليمن . وعن قتادة : من يمن المرأة تبكيرها بأنثى ، وقيل قدمهن توصية برعايتهن لضعفهن ، ولا يلزم أن يقدم الذكور ، وهم جنس الرحمة ، كما قدم الرحمة ، والعرب تعد الاناث بلاء { وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهم كظيم } [ النحل : 58 ] قال صلى الله عليه وسلم : " من ابتلي بشيء من هذه البنات فأحسن إليهن كن له سترا من النار " . { ويَهبُ لمن يشاءُ الذكور } كابراهيم ، عرف اسمهم ونكر الاناث لأن الاناث أبعد خطورا فى قلوبهم ، والذكور حاضرة فى قلوبهم ومناهم ، وأول خاطر فى شأن الولادة ، وكلما ذكر الله الذكر والأنثى لا يذكر الخنثى المشكل ، لعله لأنه عند الله تعالى ذكر وأنثى لا ثالث .