Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 49-50)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وقالُوا يا أيُّه السَّاحر } أى العالم يسمون العالم الماهر ساحراً ، لعظم شأن السحر عندهم ، أو هو من الفعل المستعمل فى المغالبة ، يقال : خصمه أى غلبه فى الخصام ، وهو تمرة للمفاعلة يقال : ساحرنى فسحرته أى غلبته فى السحر فأنا ساحره ، أى غالبه فيه ، فالمعنى الذى غلب السحرة ، وذلك كله تعظيم أو هو على ظاهره ، يسمونه ساحرا من السحرة ، وقيل : ذم منهم له صلى الله عليه وسلم ، مريدين أنه ساحر لا نبى ، ومع ذلك قالوا : { إننا لمهتدون } لأنه وعد منوى اخلافه ، مشروط فيه أو يدعو لهم بكشف الضر ، وفيه أن مريد الإخلاف لا يظهره ، بل يخفيه خداعا ، ولعله قالوا : { يا موسى ادع لنا } [ الأعراف : 134 ] الخ كما فى سورة الأعراف ، وذكره الله تعالى عنهم بلفظ الساحر ، كما هو عندهم على حد ما مر فى قوله تعالى : { ليقولن خلقهن العزيز العليم } [ الزخرف : 9 ] . { ادع لنا ربَّك } ليكشف عنا العذاب { بما عَهِد عنْدك } من اجابة الدعاء ، وفعل ما تحب ، أو من الايمان والطاعة ، أومن النبوة التى عهدتها منه باكرامه تعالى بها ، وبأن يعمل بما جاءت به ، أو شبهها بالعهد الذى يكتب للولاة ، والباء للآلة أو للسببية ، ويجوز أن يكون المعنى بالدعاء الذى عهد لك الاجابة به ، ويجوز أن تكون للقسم الاستعطافى ، أغنى عن جوابها { ادع لنا ربك } أو غير الاستعطاف ، فيكون جوابها قوله تعالى : { إنًَّنا لمْهتَدُون } فان الاستعطافى يختص بالانشاء ، وعلى غير القسم ، يكون قوله تعالى : { إننا } الخ تعليلا أى : ادع لنا ربك بما عهد عندك لأننا نهتدى الى ما تأمرنا به ، لكشف الضر بدعائك من الايمان ، وارسال بنى اسرائيل ، أو مستأنف أى اننا لمهتدون اذا كشفت الضر بالدعاء ، وذلك كقوله تعالى { لئن كشفتَ عنا الرجز لنؤمنن لك } [ الأعراف : 134 ] ويحتمل أن يكون مستأنفا فى غيبة موسى بلا شرط ، أى اننا على الهدى ، وليس ما يقول موسى شيئا ودعا موسى فكشف الله عنهم العذاب فلم يؤمنوا ، كما قال الله عز وجل : { فلمَّا كَشَفنا عنْهُم العَذاب } بدعائه { إذا هُم ينكُثُونَ } فاجأهم النكث أى نقض العهد .