Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 51-51)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ونادى } ليصرف الناس عن اتباع موسى ، اذ كشف الضر بدعائه { فرعون في قومه } عطف على ما قبله عطف قصة ، أو على المعنى المسمى فى غير القرآن ، عطف توهم ، كأنه قد قيل فاجئوا النكث ، ونادى لا على فاجأ مقدار فى العبارة ، ويجوز العطف على ينكثون وقومه اشرافه المعبر عنهم بالملأ ، جميعهم فى محله أو جميع قومه ، لأن النداء فى ملئه نداء فى القبط كلهم ، أو أراد بالقوم مملكته كذلك ، وكل واحد من ملئه بشر نداءه فى قومه فيعم ، أو أراد أنه نادى منادوه فى الأسواق والشوارع والمجامع والبلاد ، فحذف المضاف أو أسند الى نفسه على التجوز فى الاسناد ، والمنادى حقيقة غيره فى كل وجه ، وعدى نادى بفى لأنه أراد النداء فيهم ، ولا مفعول له صريح ، لأن المراد صرخ فيهم ، وكأنه قيل ماذا قال فى ندائه فقيل : { قال يا قوم } القوم هم المذكرون { أليْس لي مُلْك مِصْر } لم يرد القاهرة وحدها ، بل مصر عبارة عن القاهرة وأعمالها ، أو أراد بملك مصر ما ملكته القاهرة من الأعمال ، كأنها مالكة ، لأن أحكام أعمالها تحت حكمها ، ودخلت القاهيرة بالمساواة أو بالأولى ، لأن أعمالها كأعضاء الانسان اذا قطعت تعطل ، أو أراد القاهرة خصوصا واعمالها تابعة لها ، والملك بمعنى مملوكات ، ويجوز أن يكون مصدرا ، أى التصرف فيها ، وأعمالها ، الاسكندرية وأسوان وما بينهما . { وهَذه الأنهار } عطف على { لي ملك مصر } كأنه قيل : أليس لى هذه الأنهار وقوله : { تَجري من تَحتي } حال من هذه ، أو قوله : { هذه الأنهار تجري من تحتي } مبتدأ وخبر ، والعطف على ليس لى ملك مصر ، أوهى حال من الياء ، وليس فى هذا الوجه من المبتدأ والخبر ، التصريح بأنها مملوكة له ، لكن معلوم ذلك من المقام ، اذ ملك مصر وأعمالها فكيف يتصور أن يملكها دون أنهارها وأيضا جريانها تحته بكيفية يشاؤها ، كالتصريح فى أنها ملكه ، وأيضا قد يقال : من تحتى بمعنى بأمرى وتصرفى ، والأنهار الخلج المفتتحة من النيل ، كنهر الملك ، ونهر دمياط ، ونهر تنيس ، ولعل نهر طولون كان على عهده واندرس ، وجدده أحمد بن طولون فى الاسلام ، والمشهور الأنهار تجرى من تحته بمعنى تحت قصره ، أى من تحت قصرى ، وقصره مشرف عليها ، أو تحت سرير ، وكان له سرير مرتفع تجرى من تحته أو تحت أشجاره ، وكانت له بساتين وجنان . { أفلا تُبْصرون } أغفلتم فلا تعقلن ذلك ، وأذهلتم بأمر موسى فلا تعقلون ذلك ، أو لا مفعول له بمعنى أليس لكم بصيرة ، ادعى الربوبية مع أنه ليس له إلا ملك مصر ، وهذا عجيب ، ولما قرأ هارون الرشيد هذه الآية قال : لأولين مصر أخس عبيدى فولاها الخصيب وكان على وضوئه روى ذلك ، ومعنى على وضوئه أنه لم ينتقض بالكذب ، اذ لم يكذب فى أن الخصيب أخس عبيده ، أو كان الخصيب عبدا له ما يلى من أمر الملك هارون الا استعداد الماء للتوضؤ ، والقيام بشأن الوضوء ، ووليها عبد الله بن طاهر ، فخرج اليها ، فلما شارفها ووقع عليها بصره قال : هى القرية التى افتخر بها فرعون ، حتى قال : { أليس لي ملك مصر } والله لهى عندى أقل من أن أدخلها ، فثنى عنانه .