Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 55-55)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فلمَّا آسفُونا } بالغوا فى الكفران ، واستمروا عليهِ ، وكان بصورة من يشتد فى الاساءة الى من يحلم ويصبر حتى لم يسع حلمه تلك الاساءة فأحزنته ، فذلك استعارة تمثيلية ، لأنهم بالغوا حتى ضافت عليهم رحمة الله ، واستحقوا غضبه ، وهو إرادة العقوبة ، أو نفس العقوبة ، والايساف الاغضاب أو الأحزان ، والله سبحانه منزه عن حقيقتهما ، لأنه لا يناله مكروه ، ولا يوصف بصفة الخلق ، فان الأسف الحزن والغضب معا ، ويطلق أيضا على كل منهما على انفراد ، وهو ثوارن دم القلب لارادة الانتقام ، فان كان على من دونك انتشر غضبا وغيظا أو على من فوقك انقبض حزنا وجزعا ، وكانت الصفرة ، ويجوز حمله على الحقيقة بتقدير مضاف ، أى فلما آسفوا أولياءنا وهم موسى والمؤمنون معه ، وحذف إشارة إلى قوله تعالى : " من أهان لي ولياً فقد حاربني بالمحاربة " وقوله تعالى : { من يطع الرسول فقد أطاع الله } [ النساء : 80 ] وعن ابن عباس : المعنى أحزنوا أولياءنا المؤمنين نحو السحرة ، وبنى إسرائيل ووزن آسف افعل تعدى أسف بالهمزة . { انتقمنا منْهُم } وفسر الانتقام بقوله : { فأغْرَقناهم أجْمعِينَ } فى البحر ، ويجوز أن يريد أردنا الانتقام فاغرقناهم .