Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 6-6)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ رحْمةً مِن ربك } مقتضى الظاهر رحمه منَّا ، لكن جىء بلفظ رب تشريفا له صلى الله عليه وسلم باضافته اليه ، مع أنه رب كل أحد ، ولأن المربوبية تقتضى الرحمة على المربوبية ، والجملة تعليل ليفرق ، أو لأمر أو بمعنى ضدم النهى ، ورحمة مفعول به لمرسلين ، ونكر تفخيما ، وهى مطلقة عامة ، وقيل : المراد بها النبى صلى الله عليه وسلم ، ويأباه كون الجملة تعليلا ، ويجوز كون الجملة بدلا من { إنا كنا منذرين } [ الدخان : 3 ] فتكون تعليلاً لإِنزال الكتاب إذا جعلنا { إنَّا كنا منذرين } [ الدخان : 3 ] تعليلاً له فينصب رحمة على التعليل ، فالمعنى أنزلنا القرآن لأن عادتنا ارسال الرسل والكتب الى العباد ، لأجل الرحمة عليهم ، والنصب على المفعولية أولى ، وذلك فى المعنى كقوله تعالى : { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها } [ فاطر : 2 ] الخ . والحاصل : أن من عادتنا أن نرسل الرحمة ، ومنها فصل كل أمر حكيم ، من قسمة الأرزاق ، والمقصود بالذات فى ذلك الفصل الرحمة ، وقيل إنا أنزلناه فى ليلة مباركة رحمة من ربك { إنه هُو السَّميع العليمُ } لا يخفى أن التأسيس أولى من التأكيد ، فالسميع بمعنى العلم بالمسموعات والعليم تعميم بعد تخصيص ، وكذا اذا قال : " إنه سميع بصير " تقول : بصير بمعنى علام بما ترى العيون ، ولا يفسران بمعنى العلم المطلق ، وذلك متضمن لوعيد الكفار ، ووعد المؤمنين .