Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 23-23)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أفرأيْتَ } أنظرت فرأيت ، والاستفهام تعجيب من ترك الهدى الى الهوى { من اتخذ إلهه هواه } من موصولة مفعول به ، أول ، والثانى جملة محذوفة معلق عنه ، أى أيهتدى يقدر بعد قوله : { غشاوة } يدل عليه قوله : { فمن يهدي من أضل الله } [ الروم : 29 ] أو يقدر يهتدى بلا همز ، فلا تعليق ، ومعنى أرأيت أخبرنى لأن رؤية الشىء سبب للاخبار به وتسمية الهوى إلها تشبيه بليغ على المشهور ، أو استعارة على مختار السعد فى نحو زيد أسد ، والآية نزلت قال الكلبى فى الحارث بن قيس السهمى : كان لا يهوى شيئاً إلا فعله ، قال ابن عباس : أفرأيت من اتخذ دينه ما يهواه فلا يهوى شيئا إلا ركبه ، لأنه لا يهوى شيئا إلا ركبه ، لأنه لا يؤمن بالله ولا يخاف ، ولا يحرم ما حرم الله ، وقيل اتخذ معبوده ما تهوى نفسه يعبد صنما من ذهب أو فضة أو حجر أو غيره ، فاذا رأى شيئا استحسنته نفسه عبده وترك غيره . ويروى أنه ما عبد إله فى الأرض أبغض من الهوى ، قال ابن عباس : ما ذكر الله الهوى إلا ذمه ، قال وهب بن منبه : اذا شككت أى أمرين فانظر أبعدهما عن هواك فهو الخير ، قلت : فان كانا شرين فأقربهما الى هواك هو أشر من الآخر ، وقال سهل التسترى : هواك داؤك ، وان خالفته فدواؤك ، أى فمخالفته دواؤك منه ، قلت تضمن أن حضور الهوى داء ، فان اتبعته فقد حققته ، قال صلى الله عليه وسلم : " العاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله " ويروى : " وتمنى على الله الأماني " وأحاديث الهوى وآياته وأخباره كثيرة ، وهو غالب مع كثرتها ، لأنه ملائم للنفس وهى عدو من داخل وأعوانه . كثيرة من الجن والانس . { وأضلَّه الله } خذله أو خلق فيه الضلال ، أو خلقه ضالا ، كل ذلك بلا إجبار ، بل باختياره ولو كان اختياره مخلوقا من الله تعالى : وكفى فى عدم الإجبار ما يجد من نفسه أنه قادر على الفعل والترك { عَلى عِلْمٍ } حال من المستتر ، أى ثابتا على علم بأنه أهل للاضلال ، أو من الهاء أى ثابتا على علم بطريق الرشاد ، كقوله تعالى : { فما اختلفوا إلاَّ من بعد ما جاءهم العلم } [ الجاثية : 17 ] { وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون } [ التوبة : 115 ] { وختم عَلى سَمْعه } فلا ينتفع بما يسمع ، وقدم السمع لأن المقام لسماع الوحى ، فيصل من الأذن الى القلب ، والتذكير بالأجسام المبصرة رتبته دون التذكر بالوحى { وقَلْبه } فلا يتأثر بالمواعظ لإهماله التفكر { وجَعَل عَلى بَصَره } عينى وجهه { غشاوة } مانعة من الاعتبار والاستبصار ، فكأنه أعمى لا يرى شيئا ، فهو كفاقد السمع والقلب البصر { فَمن يَهْديه مِن بَعد الله } بعد إضلال الله إياه ، فيفهم منه أنه لا يهديه الله ، وأما تفسيره بلا يهديه غير الله فلا { أفَلا تذكَّرون } أتلاحظون فلا تتذكرون .