Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 22-22)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وخَلَق الله السَّماوات والأرض بالحقِّ } بالعدل ، فلا بد من العدل بين المؤمن والكافر ، وترك التسوية بينهما ، والحياة والموت سواء فى ذلك ، فان لم يكن فى الدنيا كان فى الآخرة { ولتُجزى كلُّ نفْسٍ بما كَسَبت } بما كسبته ، أو بكسبها ، وذلك تعليل معطوف على سببية ، وباء بالحق سببية ، وان جعلناها للملابسة فالملابسة تقضى التعليل ، لأن المعنى خلقها ملابسا بالحق ، أو ملتبسين به ، وحاصله أنه خلقهما لأجل الحق ، والأول أولى ، ويليه العطف على محذوف ، أى وخلق الله السماوات والأرض بالحق ، ليدل بهما على قدرته ليجزى الخ ، أى ليعدل فيما خلق فيهما { وهم } أى النفوس المدلول عليها بقوله عز وجل : { كل نفس } والواو للحال { لا يُظلَمُون } بترك ثواب أو نقصه ، أو زيادة عذاب ، أو بعذاب من لا يستحق العذاب ، ولو فعل ذلك لم يكن ظلما ، لأنهم ملكه ، والظلم تصرف فى ملك الغير ، لكن سماه ظلما ونفاه ، لأنه لو فعله غيره كان ظلما على الاستعارة التمثيلية ، بأن شبه فعلهم الخير والشر ، وفعله ذلك بهم بفعل أحد شيئا ، وظلم غيره له على ذلك الفعل ، والجامع استنكار العقل ذلك أو استعارة مفردة فى ظلم بأن شبه خلف الوعد بالظلم فسماه ظلما ونفاه .