Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 6-6)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذا حُشِر النَّاس } بعثوا للجزاء { كانُوا } أى المعبودين { لَهُم } للعبادين { أعداءً } شدادا ، وقد عبدوهم فى الدنيا ليكونوا لهم أولياء يشفعون لهم فى الدنيا ، وعلى فرضهم البعث ، وتقديره يشفعون لهم فى الآخرة أيضا فى زعمهم ، ومعنى العداوة المضرة على المجاز الارسالى لعلاقة اللزوم { وكانُوا بعبَادتهم كافرين } مثل قوله تعالى : { إنْ تدعوهم لا يسمعون دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم } [ فاطر : 14 ] ومعنى كافرين مكذبين لهم كذا قيل ، وفيه أن الأصنام لا تكذبهم ، بل تقول : إن أنطفها الله لم نعلم بعبادتكم لنا ، وكذا من لم يعلم بها من العلاء المعبودين ، ينفون عن أنفسهم العلم بها ، ولا ينفون وقوعها ، ومن علم بها لا ينفى وقوعها ، ولا العلم بها فبان أن الكفر بها كفر بلياقتها ، وبأنها صواب ، إلا أن يقال : المراد بالكفر بها وتكذيبها التبرؤ منا وعدم الرضا بها حين أوقعوها . وبعده إما لعدم العلم بها حين تقع ، واما لانكارها حين تقع ، ولكن بقى أن فيهم من رضى حين الوقوع كالجن الكافرين ، وكالانسان الكافر المعبود العالم أنهم يعبدونه فيكذبون بوقوعها تستراً على أنفسهم ، فيجمع بين الحقيقة والمجاز ، أو يحمل على عموم المجاز ، أو على استعمال المشترك فى معان له ، وللوقوع فى هذه الأشياء ساغ أن يتخلص منها بما هو خلاف الظاهر ، وهو أن نرد الواو فى كانوا للعبادين ، والهاء فى عبادتهم لهم اضافة للمصدر لفاعله ، أو عبدناهم ، مع أنهم عبدوهم ، وهذا تبرؤ من عبادتهم لهم ، فذلك كقوله تعالى : { والله ربنا ما كنا مشركين } [ الأنعام : 23 ] فكذا نقول : المعنى إذا حشر الناس كان الكفار أعداء لما عبدوه من دون الله لما رأوا من ترتب العذاب على عبادته ، ووجه كون ذلك خلاف الظاهر ، أن اللام سيق لبيان حال المعبودين ، مع العابدين لا العكس ، أو ما تسميه انكار عبادتهم هؤلاء المعبودين كفروا ، فلا نسلم أنها خلاف الظاهر لأن هذا الانكار تبرؤ منها ، والتبرؤ من الشىء كفر به ، ولأن الكذب كفر بالجارحة لأنه كبيرة فيعذبون عليه أيضا ، وقيل لا يعذبون ، وأنه تكليف بعد الموت قبل خروج روحه ، وقيل المعنى كان الكفار .