Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 11-12)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذلِكَ } المذكور من ثبوت أمثال عقوبة الأمم السابقة ، أو أمثال عاقبة الأمم السابقة ، وهذا أولى من أن يقال : الاشارة الى النصر ، ويجوز أن تكون الاشارة الى ذلك كله { بأن الله مُولى الَّذين آمنُوا } متولى أمرهم لايمانهم ، فهو ينصرهم ويثيبهم بالجنة ، ويخزى أعداءهم { وأنَّ الكافرين لا مَولى لَهُم } لا ولى لهم يدفع عنهم العذاب ، والله مولاهم بمعنى مالكهم ، لا دافع عنهم كما قال : { ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق } [ الأنعام : 62 ] أى مالكهم فلا تناقض بين الآيتين وبين ولايته تعالى للمؤمنين بقوله : { إنَّ الله يُدخل الَّذين آمنُوا وعَمِلوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار } هذا فى الآخرة بعد ما لهم فى الدنيا ، وفى القبور ، وبين نفى ولاية الله للكفرة فى الخير ، وأنه يتولاهم بالشر فى قوله : { والَّذين كَفَروا يتمتَّعُون ويأكُلون كما تأكل الأنعام ، والنار مَثْوى لَهُم } يتمتعون فى الدنيا قليلا ، والصحيح تعليق الكاف فهى متعلقة بيأكلون ، أو بمحذوف نعت لمفعول مطلق ، أى أكلا ثابتا كأكل الأنعام ، فما مصدرية أكلهم يشبه أكل الأنعام فى الكثرة ، وقصر غالب الهمة عليه ، وساء من حلال أو حرام ، وفى الشكر عليه ، وأنه لا فائدة فيه للآخرة ، والمثوى موضع الاقامة فهم مقيمون فى النار لاتباع الشهوات ، كما أن المسلمين يقيمون فى الجنة لترك الشهوات وحذف فى شأن المؤمنين التمتع والمثوى المذكروين فى شأن الكافرين ، وذكر فيه الأعمال الصالحة ، ولم يذكر فى شأن الكفار الأعمال الفاسدة ، فذلك احتباك وأسند ادخال الجنة الى الله تعالى تنويها بشأن المؤمنين .