Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 10-10)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أفَلَم } الهمزة مما بعد العاطف فهى من جملة المعطوف ، أو هى داخلة على جملة معطوف عليها ، أى أقعدو فى أرضهم فلم { يسِيروا في الأرض } حتى يصلوا الى أرض الأمم المهلكة ، أو أرض بعضهم وأل للجنس صالحة لذلك { فينْظُروا كيفَ كان عاقبة الَّذين من قَبْلهم } من الأمم المهلكة لتكذيبهم ، فان خراب ديارهم بلا إجلاء سلطان ، ولا قتل أحد ، ولا قحط ولا شىء يوجد الاخبار عنه منبىء عن أخبارهم { دمَّر الله عَليْهم } كأنه قيل : ما عاقبتهم ؟ فأجاب بقوله : { دمر الله عليهم } أى أهلك ما يختص بهم من النفس والأهل والمال ، فهو أعم من دمرهم ، أى أهلكهم ، وهو متعد جعل مفعوله نسيا منسيا استغنى عنه بعلى ، والأصل دمر الله أنفسهم وأهلهم وأموالهم عليهم ، وحذفه مبالغة ، كأنه قيل أهلكوا من كل وجه ممكن ، وعلى معنى الاستعلاء عليهم بكل مضر ، أو كأنه قيل شدد عليهم ، وغضب عليهم على أنه لا مفعول له . { وللكافِرين } من سائر الأمم المهلكين بغير خراب ديارهم { أمْثالها } أمثال عاقبتهم أو عقوبتهم لدلالة ما سبق عليها ، كما أهلك فرعون وقومه مع بقاء مصر ، وجمع الأمثال للتعدد باعتبار وقائع متعددة بحسب تعدد الأمم المكذبة المعذبة ، كل أمة عذبت بعذاب يشبه عذاب من عذبوا وخربت ديارهم ، وليس المراد أن كل أمة اجتمع عليها أمثال عذاب هؤلاء الذين خربت ديارهم ، إلا أن يقال : العذاب بأيدى من استحقوا به من القتل والأسر أشد عليهم من العذاب بسبب علم من الله عز وجل ، ويجوز أن تكون أل للعهد ، فهم الكافرون والمذكورون قبل ، فالأصل ولهم أمثالها لتصريحه بالكفر الذى هو موجب العقاب ، وليس فى سائر كتب الله عز وجل من كثرة تكرير الانذار جدا ما فى كتابه القرآن منها .