Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 17-17)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والذين اهْتَدوا } بالاستماع والرعاية { زادهُم } متلوك { هُدًى } عظيما مفعول ثان ، ومما غفلوا فيه أن يجعل الذين من باب الاشتغال بلا دليل ولا داع اليه { وآتاهم تقواهم } الماء مفعول ثان مقدم ، وتقوى مفعول تأول مؤخر ، لأنه الفاعل فى المعنى أى صير التقوى آتية بخلاف أعطاهم تقواهم ، فان الهاء مفعول أول لأنه الفاعل فى المعنى ، أى صيرهم عاطين التقوى أى آخذيها ، والتقوى حذر الانسان مثلا مخالفة الله تعالى فى أمره ونهيه ، وايتاءها خلقها فيه كسائر أفعال العباد ، فانها مخلوقة لله تعالى ، بأن خلق فيهم قدرة عليها مؤثرة فيها ، وهذا التأثير مخلوق لله ، وصدورها منه مخلوق لله تعالى ، ولفاعل التقوى اختيار إذا لا إجبار . قال بعض الأشعرية : ايتاء التقوى خلقها فيها ، وبعض الأشعرية ايتاء التقوى خلق القدرة عليها ، والقولان أيضاً فى ايتاء الأفعال ، استغلال العبد فى شىء ، فان كل شىء مستأنف من الله تعالى ، أو معنى ايتاء التقوى توفيقهم وإعانتهم ، وأما مجرد البيان ، فلا يختصر بالمؤمنين ، أو يقدر مضاف أى جزاء تقواهم ، أو تقواهم مجازا عن لازمها ومسببها ، وهو الجزاء وايتاء التقوى مقابل لاتبعوا أهواءهُم ، زيادة التقوى مقابل للطبع .