Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 18-18)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَهَل } عطف قصة على أخرى ، أو عطف على محذوف أى مالهم داموا على الصرار ، فهل الخ ، وانما سميت ذلك الاستفهام قصة مع ان القصة فى الاخبار لأن المراد به النفى { ينْظُرون } ينتظرون بتأخير التذكر بأحوال الأمم المهلكة قبلهم ، مع اقامة الحجج عليهم { إلاَّ السَّاعة } يوم القيامة { أنْ تأتيَهُم } المصدر منه بدل اشتمال ، أى هل ينظرون الا اتيان الساعة وما فيها من عظائم الأهوال { بغْتةً } اتيان بغتة أو باغتة بغتة { فقد جاء أشراطها } علاماتها ، والمفرد شرط بفتح الشين والراء ، تعليل لقرب الساعة الذى دل عليه ما قبله ، وما جاء علامات قرب الساعة لا يعد بعيدا ، وقيل تعليل لانتظار الساعة ، ما بقى لهم لمجىء أشراطها الا انتظارها لو أثبتوها ، وظهور أمارات الشىء سبب لانتظاره ، وقيل : تعليل للبغتة لكن على معنى أثبتنا البغتة لمجىء الأشرط ، كبعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فانه فى الكتب السالفة نبى آخر الزمان ، وفى حديث البخارى ومسلم والترمذى عن أنس ، ومثله عن سهل بن سعد أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة كهاتين " وأشار بالسبابة والوسطى ، تشبيها لقربها بقرب السبابة ان تساوى الوسطى طولا . وفى مسند أحمد : عن بريدة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بعثت أنا والساعة جميعاً وإنْ كادت لتسبقني " وانشقاق القمر على عهده صلى الله عليه وسلم ، وكالدخان لأهل مكة على عهده صلى الله الرحمن الرحيم عليه وسلم ، وكخروج المهدى ، ويموت سريعا ، وقالت الشيعة : يعيش مدة صالحة ، وكنزول عيسى عليه السلام وخروج الدجال ، وطلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة ، وكترؤس الحفاة الرعاة ، والتطاول فى البنيان ، وكثرة الغيبة ، وأكل الربا وشرب الخمر ، وتعظيم رب المال ، وقلة الكرام ، وكثرة اللئام ، والتباهى فى المساجد ، واتخاذها طرقا ، وسوء الجوار ، وقطع الأرحام ، وقلة العلم ، وأن يوسد الأمر الى غير أهله ، وفى رواية للبخارى ومسلم ، عن أنس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة كهاتين كفضل إحداهما على الأخرى " وضم السبابة والوسطى ، وفى رواية : " بعثت في نفس الساعة ، فسبقتها كفضل هذه الأخرى " . والمتبادر هو المشهور التفاوت فى التمثيل فى طولا الأصبعين ، وقيل فى قرب المجاورة ، خطب صلى الله عليه وسلم حين كادت الشمس تغرب ، ولم يبق منها إلا شف بكسر الشين ، وشد الفاء أى قيل فقال : " والذي نفس محمد بيده ما مثل ما مضى من الدنيا فيها بقي منها إلا مثل ما مضى من يومكم هذا ، فيما بقي منه " فى الترمذى ، وعن أبى هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بادروا بالأعمال سبعاً فهل ينتظرون إلاَّ فقراً منسياً أو غنى مطغياً أو مرضاً مفسداً أو هرماً مقيداً ، أو موتاً مجهزاً ، أو الدجال شر غائب ينتظر ، أو الساعة والساعة أدهى وأمر " وفى البخارى ومسلم ، عن أنس وأبى هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أشراط الساعة رفع العلم ، وظهور الجهل ، وشرب الخمر ، وفشوا الزنى وكثرة النساء ، وقلة الرجال ، حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد ، وتقارب الزمان ، وظهور الفتن ، والشح ، وكثرة القتل " وقال أعرابى : " متى الساعة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " إذا اضيعت الأمانة فانتظر الساعة " فقال : ما إضاعتها ؟ قال " إن يوسد الأمر إلى غير أهله " " وينسب للسيوطى : أنه لا تتم خمسمائة بعد الألف ، ومثله فى رسالة له تقوم الساعة فى نحو الألف وخمسمائة ، بنى ذلك على أن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة ، وأنه صلى الله عليه وسلم بعث فى آخر الألف السادسة ، وأن الدجال يخرج على رأس مائة ، وينزل عيسى فيقتله ، ويمكث بعده أربعين سنة ، وأن الناس يمكثون بعد طلوع الشمس من مغربها مائة وعشرين سنة ، وقد مضى من البعثة الى زماننا هذا ألف وثلاثمائة واثنان وعشرون سنة ، وشهر وأيام سبعة يتبادر لك اختلال ما ذكر ، ولا يعلم الغيب إلا الله ، إلا أن علامات قرب الساعة ظاهرة . { فأنَّى } من أين وهو خبر لذكرى { لَهُم } متعلق باستقرار أنى بمعنى من أين أو بنى لنيابته عن الاستقرار { وإذا جاءتهم } الساعة ، وجواب إذا أغنى عنه جملة أنى لهم ، ذكراهم والاضافة فى قوله : { ذكراهم } للاستحقاق أى الذكرى التى من شأنهم أن يحصلوها لوجوبها عليهم ، وقيل ذكر أهم فاعل جاءتاى أنى لهم الخلاص اذا جاءتهم الذكرى بما كانوا يخبرون به فى الدنيا ، فينكرونه .