Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 33-33)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يا أيُّها الَّذين آمنُوا أطيعُوا الله وأطيعُوا الرسُول } أى دوموا على الطاعة ، أو زيدوا فيها أو لا تكتفوا بكلمة الشهادة ، أو اجمعوا الطاعة مع ترك ما يحبطهما كما قيل : { ولا تُبْطلُوا أعْمالكم } كالصدقات بالكبائر ، ومنها الاصرار على المعاصى كما قال الحسن ، ولا بالمن بالاسلام ، كما قيل نزلت فى بنى اسد ، أسلموا وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منّاً عليه : قد آثرناك وجئناك بنفوسنا وأهلنا ، والمعتبر عموم اللفظ ، وان تاب المذنب رجع اليه عمله الحسن ، وأثيب عليه ، ومثل ذلك قوله تعالى : { يمنون عليك أنْ أسلموا } [ الحجرات : 17 ] فالأعمال الحسنة تبطل بالرياء والسمعة والشك ، والعجب اذا عمل به ، مثل أن يتكبر أو يأمن المكر ، وهو يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب قال الله عز وجل : { لا تبطلوا صدقاتكم بالمنِّ والأذى } [ البقرة : 264 ] والحاصل لا تبطلوا طاعاتكم بمعاصيكم فتعاقبون بها ، ولا تثابون على طاعاتكم . قال قتادة فى معنى الآية : من استطاع منكم أن لا يبطل عملا صالحا بعمل سوء فليفعل ، ولا يبطل العمل بالافطار من النفل موافقة للأخ فى الله تعالى أعلمه بأنى صائم أو لم يعلمه ، روى أبو سعيد الخدرى : أن رجلا أضاف رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضى الله عنهم ، وكان فيهم رجل صائم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أجب أخاك وافطر واقض يوماً مكانه " وذلك ندب ، وعنه صلى الله عليه وسلم : " إذا دُعي أحدكم إلى طعام فليجب فإنْ كان مفطراً فليأكل ، وإنْ كان صائماً فليصل له " أى يدع بالبركة ، ولعله يندب اذا كان للمضيف اعتناء بافطاره ، والا فالبقاء على الصوم والدعاء له أفضل . ووضع الطعام بعد أن دعى عمر وهو صائم فمد يده وقال : خذوا باسم الله ، ثم قبض يده وقال : انى صائم ، فالافطار جائز والاخبار بالصوم ليس رياء ان لم يقصد الرياء ، وأخرج عبد بن حميد ، ومحمد ابن نصر المروزى فى كتاب الصلاة ، وابن أبى حاتم عن أبى العالية : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر ذنب مع لا إله إلا الله ، كما لا ينفع عمل مع الشرك حتى نزلت { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم } فخافوا أن يبطل الذنب العمل ، وشددوا وخافوا أن لا يغفر ذنب بعد التوبة ، فنزل قوله تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا } [ الزمر : 53 ] الخ ولفظ عبد بن حميد : فخافوا الكبائر أن تحبط أعمالهم . والآية دليل لنا ، وللمعتزلة أن الكبيرة الواحدة ، أو الصغيرة المصر عليها تحبط الأعمال ، ولو كانت بعد نجوم السماء ، ومعنى قوله تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره } [ الزلزلة : 7 ] معناه ما لم يحبها بالاصرار ، وقوله تعالى : { ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره } [ الزلزلة : 8 ] معناه ما لم يمحها بالتوبة ، واعادة أطيعوا مع الرسول للتأكيد .