Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 32-32)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنَّ الَّذين كَفَروا وصدُّوا عَن سَبيل الله } أعرضوا عن سبيل الله سبحانه وتعالى ، وصدوا الناس عنه { وشاقوا الرَّسُول } صاروا فى شق غير الشق الذى هو فيه ، وهو دين غير دينه ، والجملة مؤكدة لما قبلها أو المعنى عادوه ، وذلك أيضا كونهم فى شق غير شق فيه لزوما ، فان من عاديته لا تتابعه { مِن بَعْد ما تبيَّن لهم الهُدى } بآيات القرآن والتوراة والانجيل والمعجزات ، وهم بنو قريظة والنضير ، وقيل المطعمون يوم بدر ، والآيات فى حق القرآن والمعجزات ، وقد يخبرهم أيضا أهل التوراة والانجيل ببعض نعته صلى الله عليه وسلم فى كتبهم ، وكذا فى قول من قال : المراد أناس آمنوا ثم نافقوا . { لنْ يضَروا } بكفرهم وصدهم { الله } اذ لا يناله ضر ولا نفع ، وهو خالق النفع والضر ، ولا يحتاج ، وانما ضروا أنفسهم ، أو يقدر لن يضروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحذف المضاف لتكون صورة الكلام أن مضرة رسوله مضره له تعالى ، وهو منزه عن المضرة ، وفى ذلك تفظيع مشاقة رسول الله صلى الله عليه وسلم { شيئاً } مفعول مطلق أى ضرا ما من الأضرار ، ولا يصح أن يقال شيئا من الأشياء { وسَيُحبْط أعمْالهم } يبطل ما عملوا من المكائد فى قتله أو بدنه أو عقله ، وفى ابطال دينه ، ولم يؤثروا فى ذلك به ، أجلاهم وقتلهم ، أو يظهر بطلان ما عملوا من حسنات فلم يثابوا عليها .