Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 3-3)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذلِك } المذكور من الاضلال ، وتكفير السيئات ، والإصلاح { بأنَّ الَّذين } بسبب أن الذين { كَفَروا اتَّبعُوا الباطل } الضلال ، وعن مجاهد هو الشيطان وما يأمر به ، وعنه الشيطان ، وقيل : ما لا ينتفع به ، فهو الضلال ، والمباح الذى لم يصرف للآخرة ، ولم أر أجهل بطرق الجدال من النصارى ، يعيبون القرآن بما هو ظاهر البطلان ، راجع عليهم ، ولا يستحيون ، فهم كناموسة نفخت على جبل عظيم لتزيله بنفختها ، وكأحمق بال فى المحيط لينجسه ، وككلب عوى على البدر ليحطه من سمائه : @ لو نبح البدرَ كلابُ الورى ما وصل النبح الى البدر @@ ينكرون المحسوسات والبدهيات ، ويدعون وقوع المحالات ، وكلما زادوا جدلا زادوا افتضاحا : @ لا تبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه @@ ويقاربهم اليهود ، الا أن ذلهم دعاهم الى الليل فتستروا به ، بخلاف علماء الاسلام وحججهم ، فكما قيل : @ أعد ذكر نعمان لنا ان ذكره هو المسك ما كررته يتضوع @@ وما أرى النصارى مع المسلمين إلا كما روى أن جاهلا جادل عالما فعجز وبصق فى وجه العالم ، وقال : ما أضعف حجتك أيها العالم . { وأنَّ الذين آمنوا اتبعوا الحقَّ مِن ربِّهم } الهدى ، وقال مجاهد : الرسول والشرع { كَذلكَ } مثل ذلك البيان المخصوص { يَضربُ } يبين { الله } تبييناً بديعا كضرب المثل الغريب { للنَّاس } مطلقا أو الفريق المؤمن ، والفريق الكافر ، واللام للتعليل أو الاستحقاق { أمْثالَهم } أحوال المؤمنين والكافرين الشبيهة بالأمثال فى الغرابة ، وهى اتباع المؤمنين الحق وفوزهم ، واتباع الكفرة الباطل وخسرانهم ، أو المراد بالأمثال تمثيلاتهم ، جعل أتباع الباطل مثلا لعمل الكفار ، والاضلال مثلا لخسرانهم ، واتباع الحق مثلا لعمل المؤمنين ، وتكفير السيئات مثلا لفوزهم ، وقال الزجاج : يضرب الله أمثال حسنات المؤمنين ، وأمثال أعمال الكافرين .