Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 8-8)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والَّذين كَفَروا } على تقدير أما بدليل الفا فى خبره إذ { فَتعْساً لَهم } أو الفاء لعموم كاسم الشرط ، وذلك بصيغة الدعاء كويلا وكسفا ورعيا ، على تقدير القول ، وهو مفعول مطلق ، ولهم متعلق بالقول المقدر ، اى فيقال لهم : تعسا أى تعستم تعسا ، ويجوز أن يكون مفعولا لمحذوف على الاخبار لا على صيغة الدعاء ، أى فقضى لهم تعسا ، ويجوز تعليق لهم بمحذوف نعت لتعسا ، وشهر تعليقه بتعسا ، وسموها لام البيان ، وعلقه كثير بأعنى ، وفيه أنه يقال أعنيه لا أعنى له ، وأمر الفاء ظاهر على تقدير أما ، وأما ان لكم تقدر وجعل الكلام اخبار إلا على الطريق الدعاء فالمبتدأ لا يستحق الفاء ، ولو عم كالشرط ، لأن فعل الخبر يصلح شرطا ، فنخرج الآية على جواز الفاء فى الخبر مطلقا أو مفعول مطلق اسم مصدر هو الإتعاس ناصبه محذوف ناصب للذين على المفعولية معطوف على يثبت ، لكن فيه زيادة الفاء ، أى ويتعس الذين كفروا إتعاسا ، أو هى عاطفة على هذا المقدر ، أى ويتعس الذين كفروا فتعسوا تعسا لهم . ومعنى تعسا عثورا وانحطاطا على ا لوجه أو الرأس ، أى انحطاطاً فى الحرب ، فيكون معاكسا لقوله تعالى : { ويثبت أقدامكم } [ محمد : 7 ] وعن ابن عباس : قتلا وترديا فى النار ، وهو تفسير بالواقع ، لا بوضع اللغة ، وقيل قبحا ، وقيل : رغما ، وقيل شتما ، وقيل : شقاء ، وقيل عن ابن عباس : بعدا ، وقيل حزنا ، وقيل شرا ، والمشهور هلاكاً ، ومع شهرته أن الهلاك يعم ذلك كله ، ويصلح له ، فهو أولى ، وما للمؤمنين فى الآية بصيغة الوعد ، والله تعالى لا يخلف الوعد ، وما للكافرين فيها بصيغة الدعاء عليهم ، فلا يخفى ما فى الآية من الترغيب والترهيب { وأضلَّ أعْمالَهم } عطف على القول المقدر ، أو الناصب المقدر على الاخبار لا الانشاء ، مثل قضى ، مثل يتعس الذين كفروا ، وان جعلنا أضل انشاء جاز عطفه على الانشاء السابق .