Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 9-9)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذلك } المذكور من التعس والاضلال { بأنهم } ثابت بسبب أنهم الخ ، واذا ذكرت لفظ سبب بعد الباء فى مقام تفسير باء السببية فليست فى عبارتى للسببية لأنى ذكرت لفظ سبب بعدها ، بل هى لمجرد ايصال الفاعل { كَرهُوا ما أنْزل الله } من القرآن لفظا وحكما لمخالفته ما ألفته أنفسهم من الاشراك ، وما دونه من المعاصى واللذات ، ولما كرهوه انكارا متسببا للتعس ، واضلال أعمالهم ، وهو ابطال ما عملوا من الحسنات ، أو ابطال كيدهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يؤثر فيه ، والأول أولى ، لأن الكلام فى اثابة المؤمنين ومؤالفة النفس للشىء جند من جنود ابليس ، يستعين بها على ترك الطاعات المألوف تركها ، وعلى فعل المعاصى المألوف فعلها ، فالواجب جهاد النفس فى ذلك ، وعن مؤالفة حتى يعرض عنها كما قيل : @ تجرد من الدنيا فانك إنما خرجت الى الدنيا وأنت مجرد @@ { فأحبْطَ } لذلك { أعْمالهم } كقرى الضيف ، وفك العانى ، والاحسان الى اليتيم والجار والضعيف ، وذكر الاحباط مع ذكر الاضلال ايذانا بأنه لا ينفك عن الكفر بالقرآن .