Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 51, Ayat: 52-52)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كَذلكَ } خبر لمحذوف ، أى الأمر كذلك ، وهذا من فصل الخطاب ، ومن التخلص كما يقال : أما بعد ، وكما يقال : هذا وان كذا أو الاشارة الى قوله : { ما أتَى الَّذينَ مِنْ قَبْلِهم } إلخ فيشكل بأن الأمر هو نفس قوله : { ما أتى الذين من قبلهم } الخ ، لا مثله ، فأما أن يقال : الكاف زائدة ، وإما أن يقال : الأمر المطلق من أمور الله ، مثل قوله : { ما أتى } أو الإشارة الى تكذيب قومك ، أى تكذيبهم لك ، مثل تكذيب من قبلهم رسلهم ، ووجه التخلص أنه تقدم الكلام فى القول المختلف ، وعقبه بغيره ، ورجع الكلام اليه هنا ، ومن أجاز خروج ما النافية عن الصدر ان لم تعمل ليس أجاز أن يكون كذلك مفعولا مطلقا ، لأننى والاشارة الىالاتيان ، أى ما أتى الذين من قبلهم من رسول ايتاناً مثل اتيانهم ، وأجاز أن يكون معمولا لقالوا ، والاشارة للقول ، أى الا قالوا ساحر أو مجنون مثل ذلك القول ، لكن الأصل بقاء ما النافية على الصدر ، وهاء من قبلهم عائد الى قريش . { مِنْ رسُولٍ } من رسل الله ، وإما أن يقدر ما أتى من الله الذين من قبله من رسول { إلاَّ قالُوا } فى شأنه { سَاحرٌ أَو مَجْنُون } هو ساحر أو مجنون إلا قالوا تارة هو ساحر ، وتارة هو مجنون ، وأو لمنع الخلو لا لمنع الجمع ، لأن من اختلاف قولهم أن لا يبالوا بالجمع بين المتنافيين ، أو قال بعض : هو ساحر ، وبعض هو مجنون ، ويجوز أن تكون أو من كلام الله تعالى ، أى لا يخلون من صدور أنه ساحر ، أو أنه مجنون لا بد أن يقولوا أحدهما ، أو يجمعان ، أو تارة قال بعض ساحر ، وبعض مجنون ، وبعض ساحر ومجنون ، ورسول نكرة فى سياق النفى تعم ، ولا سيما مع من الزائدة فانها مع من فى السلب نص فى العموم ، فيشكل بآدم فانه لم يقل أحد إنه ساحر ، أو انه مجنون ، فيجاب بأن الآية جاءت فى الرسل الذين تقدمهم قوم ، فكانوا فيهم فخالفوهم فكذبوهم لتلك المخالفة ، وآدم لم يتقدمه ، وأما ما اجيب به من أنه نبى غير رسول ، فلا يتم لأنه رسول لأولاده ، ومن أدرك من نسلهم على الصحيح . وأجيب أيضا بأن الآية فى رسل من بنى آدم وآدم ليس من بنى آدم ، وفيه أنه كثيرا ما يدخل فى بنى آدم إذا ذكروا أو أشكلت الآية بأن الرسل المقررين لشرع من قبلهم لم يكذبهم قومهم ، بل كذبوا أهل الشرع قبلهم ، فيجاب بأن تكذيبهم تكذيب لأهل الشرع قبلهم ، فهم كذبوا الرسل المحكى عنهم ، وبأن الرسل الحاكين ممن قبلهم يسمون رسلا ، وكذبهم قومهم - فقومهم يكذبونهم ، فهم كذبوا رسل زمانهم ، وأخطأ من قال : إن المقررين كلهم أنبياء لا رسل ، بل منهم نبى رسول ، ومنهم نبى غير رسول ، حكمه حكم الرسول ، وأيضا يوحى إلى الأنبياء ما ليس فى كتب من قبلهم أيضا ، وأجيب أيضا بأن الآية فى الرسل لا فى المقررين لهم . وأشكلت الآية لقوله : { إلا قالوا } وليس أمة كل نبى تقول ، بل يقول بعض الأمر دون بعضها ، فيجاب بأن الكلام كل لا كلية ، والمراد المجموع لا الجميع ، والأكثر يقولون ، وذكر المكذبين فقط ، لأن المقام تسلية له صلى الله عليه وسلم فى تكذيب قومه له ، ولا يقال بمثل هذا من النظر للأغلب فى قوله : { من رسول } لما علمت أن من فى السلب نص الاستغراق ، وعند الوصول فى هذا المحل . سئلت عن آدمية يجامعها جنى قهرا ولا تطيق رده بعد اسكارها وبدون اسكارها ، هل تحرم على زوجها ؟ فأجبت بانها لا تحرم إذ لم تطق منعه .