Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 51, Ayat: 50-51)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ففرُّوا إلى الله } تفريع على قوله عز وجل : { لعلكم تذكَّرون } [ الذاريات : 49 ] وتمثيل للاعتصام بالله سبحانه وتعالى ، وبتوحيده عز وجل ، وهو خطاب من الله عز وجل للمشركين ، بدليل قوله تعالى : { إنِّي لكُم منْه نذيرٌ مُبينٌ } وقوله : { ولا تَجعَلُوا مَعَ الله إلهاً آخر إنِّي لكم منْهُ نَذيرٌ مُبينٌ } أو الكلام على تقدير القول ، أى قل يا محمد للمشركين : { ففرّوا } ، أو قل يا محمد : فروا الى الله تعالى بتوحيده ، انى لكم من عقابه لمن لم يوحده ، نذير ظاهر الانذار بالآيات المتلوة ، والمعجزات ، أو مظهر لهن ، أو موضح لما يجب أن يحذر عنه ، ولا تشركوا به غيره باسم ولا فعل ولا صفة ولا عبادة ، وذكر الانذار والانابة بعد الأمر بالفرار ، وبعد النهى عن الاشراك ، وذلك تأكيد ومبالغة فى النضج ، لا تكرير ، أو فروا الى الايمان بالله وطاعته من معصيته وعقابه ، ولا تشركوا به تعالى ، أو من عقابه الى ثوابه ، وفى كل ذلك الفرار من الله الى الله عز وجل . ويجوز أن يقال : قل يا محمد حيث لا يتوهم أنه من القرآن ، كما تجوز الصلاة عليه فى قرءاة القرآن اذا ذكر اسمه ، لكن بصوت خفيف دون صوت القرآن ، فالإنذاران والابانتان فى كل من الموضعين مغايران لما فى الموضع الآخر ، لتغاير ما رتب عليه ، أو ذكر الانذار فى الموضعين ، ليعلم أن الايمان لا ينفع بلا عمل ، كما أن العمل لا ينفع بلا ايمان ، والايتان فى تقديم الايمان على الشرك مثل قوله تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل } [ الكهف : 110 ] الخ ، وقوله تعالى : { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً } [ النساء : 36 ] .