Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 48-48)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ واصْبر لحُكْم ربِّك } بامهالهم الى أجلهم ، ولا يستفزك الأحزان والهموم { فإنَّك } لأنك { بأعْيُنِنا } فى أعيننا حفظنا ، لا يصلون اليك بما تكره ، فالعين مجاز عن الحفظ وعن المحافظة ، وجمع العين لاضافته الى نا ، وفى ذلك مبالغة فى حفظه تعالى ، أو كأن له من الله حفَّاظا يحفظونه بأعينهم ، ولأن المراد تصبيره صلى الله عليه وسلم على أشياء من المكائد والتكاليف ، وأفرد فى طه لاضافته الى ضمير الواحد ولافراد الفعل وهو كلاءة موسى عليه السلام ، وجمع هنا لتعدد الفعل وهو الصبر على المكائد ، وتكاليف الطاعات ، وفى ذلك تفضيله صلى الله عليه وسلم على موسى عليه السلام . { وسَبِّح بَحمْد ربِّك } قل سبحان الله ملتبسا بحمد ربك على نعمه التى لا يعلم عددها إلا الله تعالى ، قال عاصم بن حيمد : سألت عائشة بأى شىء يفتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته فى الليل اذا قام ؟ فقالت : سألتنى عن شىء ما سألنى عنه أحد قبلك ، كان اذا قام كبر عشرا وحمد الله عشرا وسبح عشرا وهلل عشرا واستغفر عشرا وقال : " اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني " وكان يتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة ، رواه أبو داود ، وروى الترمذى وأبو داود ، عن عائشة رضى الله عنها أن ذلك هو قوله عند الصلاة : " سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك " وذلك أمر بمدح للأمر الذاتى ، وللأمر الفعلى ، وذلك تسبيح وحمد يقول : سبحان الله والحمد لله بهذا اللفظ ، أو ما يؤدى معناه . { حِينَ تَقُوم } أى فى قيامك فى الصلاة ، فان الصلاة لا تخلو عن التسبيح والحمد بأى لفظ ، ولا سيما أن فيها الحمد لله رب العالمين ، وفيها سبحان ربى العظيم ، وفيها سبحان ربى الأعلى ، ويراد بالقيام فى الصلاة الكون فيها ، فشمل الركوع والسجود والتحيات ، وعن ابن عباس ، والضحاك : إن ذلك قولنا : سبحانك اللهم وبحمدك ، تبارك اسمك وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ، وعن سعيد بن المسيب : حق على كل مسلم حين يقوم الى الصلاة أن يقول : سبحان الله وبحمده لهذه الآية المنزلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك زيادة على ما قبله ، أو المراد ذلك . وعن ابن عباس : سبح بحمد ربك حين تقوم من فراشك الى أن تدخل فى الصلاة ، وقيل : القيام فى القائلة ، والتسبيح صلاة الظهر ، وعن أبى بردة الأسلمى ، أنه كان صلى الله عليه وسلم اذا أراد أن يقوم من المجلس قال : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلاَّ أنت أستغفرك وأتوب إليك " فقيل له ، فقال : " كفارة لما يكون في المجلس " قال الترمذى ، قال أبو هريرة عنه صلى الله عليه وسلم : " من جلس مجلساً فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلاَّ أنت أستغفرك وأتوب إليك كان كفارة لما في ذلك المجلس وإنْ كانت تباعة فليؤدها " وذلك تعليم لنا ، لأنه صلى الله عليه وسلم لا يلغو فى مجلس ولا غيره ، ولا يلزم تفسير الآية بذلك .