Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 19-19)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أفرأيتُم } أجهلتم أعظم الجهل مع صحة عقولكم ، أو أتستمرون على ما أنتم عليه بعد الحجة ، فرأيتم هذه الأصنام الثلاثة مع حقارتها جدا ، ومع عظم شأن الله عز وجل بنات الله عز وجل ، بدليل : { ألكم الذكر وله الأنثى } [ الجم : 21 ] وقيل : أرأيتم هؤلاء الثلاث مع حقارتها وعجزها شركاء لله ، مع عظم شأنه وقدرته ، أو المعنى أخبرونى ألها شىء من القدرة التى لله عز وجل على الخلق والرزق ، وكل نفع أو ضر ، أو يقدر قل لهم : أفرأيتم أو أرأيتموها تنفعكم ان عبدتموها ، وتضركم ان تركتموها ، والهمزة للانكار والتوبيخ ، والخطاب لعبادها ، والرؤية بصرية أو علمية أو ظنية أو اخبارية كما رأيت { اللات } هى صنم لثقيف بالطائف ، وكانت قريش تعبدها قال قائل : @ وفرت قريش الى لاتها بمنقلب الخائب الخاسر @@ وقيل : كان بالكعبة ، وقيل : بنخلة عند سوق عكاظ تعبده قريش ، ويجمع بأنه كان فى موضع من تلك المواضع ، وحمل الى المواضع الأخرى ، أو تعدد ، وألفه عن ياء وتاؤه أصل أو عن واو من اللوت وهو اللطخ ، وقيل : عوض عن الكلمة ، وأصله لوية لأنهم يعكفون ، أو يطوفون عليه ويلوون للعبادة ، وقلبت الواو ألفا لتحركها بعد فتح فهو كأخت وبنت ، ويحتمل أن يكون مخفف لاتُ بالشدّ ، كما قرىء بالشد اسم فاعل لتَّ أى عجن ، كان رجل يلتّ السويق على حجر للحجاج ولا يشرب منه أحد إلا سمن ، ولما مات عبدوا ذلك الحجر إعظاما له ، وقيل : عكفوا على قبره وعبدوه كما فى البخارى عن ابن عباس ، وعن مجاهد : صخرة بالطائف يصنع رجل عليها حيس لمن يمر ، ولما مات عبدوه على تلك الصخرة ، وقيل : قال لهم عمرو بن لحى : لم يمت إلا أنه داخل الصخرة فعبدوها وبنوا عليها بيتا ، وقيل : كان رجل من ثقيف يقال له : صرمة بن غنم يضع السمن على الصخر ، فتلت العرب به أسوقتهم ، ولما مات حولتها ثقيف الى منازلهم . ويناسب ما ذكرت من التخفيف عن الشد ، ما روى أن رجلا من ثقيف بلت السويق بالزيت للمار ، ولما مات عبدوا قبره ، وقيل اللات عامر بن الظرب { والعُزَّى } مؤنث الأعز صنم لغطفان ، وهى سمرة بنخلة ، وضعها لهم سعد بن ظالم الغطفانى ، وقيل : ثلاث سمرات ، لما فتح صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد فقطعهن ، وهدم بيتا كان عليها ، فأتى فقال صلى الله عليه وسلم : ارجع لم تفعل شيئا ، فرجع فلما رأته السدنة مضوا وقالوا : يا عزَّى يا عزَّى ، فأتاها فاذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحثوا التراب على رأسها ، وتدعو بالويل ، ووضعت يدهاعلى رأسها ، فجعل يضربها بالسيف حتى قتلها ، فأتى فأخبره فقال صلى الله عليه وسلم : " الآن قتلتها تلك العزى لن تعبد أبداً " وقيل : قال له : " ارجع " فرجع فقطع أصلها ، ولما قطعه خرجت تلك الشيطانة تقول ما ذكر . وقيل : لقومه لأهل مكة الصفا والمروة وإله يعبدونه ، ورأى أن أصنع لكم مثل ما لهم فقالوا : نعم ، فأخذ حجرا من الصفا ، وحجرا من المروة ، ووضع كلا فى موضع ، فقال الحجران ، الصفا والمروة لكم ، وجمع ثلاثة أحجار فقال : هذا ربكم ، وقد أسند الحجارة الى شجرة فعبدوا الحجارة وطافوا بين حجر الصفا وحجر المروة ، فأمر صلى الله عليه وسلم بقطع الشجرة وازالة الأحجار والحجرين ، وقيل : العزى بيت بالطائف لثقيف ، وكان خالد يقول حين يقطعها : @ يا عز كفرانك لا سبحانك إنى رأيت الله قد أهانك @@ وكانت بالطائف وقيل بالكعبة كما قال أبو سفيان : لنا العزى ولا عزى لكم ، ويجمع بالنفل أو بالتعدد .