Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 29-29)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فأعْرض } الخ لا تبالغ فى الحرص على ايمانهم ، أو لا تجازهم على اساءتهم واصبر { عمَّن تولَّى عَن ذِكْرنا } أى أعْرض عنهم برد الضمير اليهم ، ولكن أظهر ليصفهم بالتولى ، وإرادة الدنيا فقط ، قيل : وفى مثل هذا فى جميع القرآن قد يقال : يجوز أن يضمر ويأتى بالوصف على طريق الحال مثلا ، مثل فأعرض عنهم متولين عن ذكرنا ، ومقتصرين على الحياة الدنيا ، فنقول لم نرد أنه لا سبيل الى ذلك إلا الاظهار ، بل نقول : انه طريق فى ذلك ، والذكر القرآن يفيد سامعه مواعظ ، وأحكام الشرع والاخبار ، والترهيب والترغيب والتولى عنه ترك الأخذ به ، وترك الاعتناء به ، وقيل : الذكر قول : لا إله إلا الله ، وقول : سبحان الله ونحو ذلك من الأذكار ، واستحضار أن الله ناه عن المعصية ، وآمر بالطاعة ، ومعاقب ومثيب ويقال : عجب الملائكة ممن ذكر عنده لا إله إلا الله ولم يذكره ، ومن ذكر عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليه ، وممن مرّ على أخيه ولم يسلم عليه ، وقيل : الذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ، تولوا عن الايمان به ، وبما جاء به ، وقيل الذكر الايمان . { ولَم يُرد إلاَّ الحياة الدنيْا } اقتصر همه على البقاء فيها ولذاتها ، وجاهها ومالها ، وما نحن منها .