Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 30-30)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذلك } المذكور من التولى عن ذكرنا ، والاقتصار على الحياة الدنيا ، وهذا أولى من كون الاشارة لأمر الحياة الدنيا ، ومن كونها للظن الذى يتبعونه ، ومن كونها للقول بأن الملائكة بنات الله عز وجل ، والأخيران أشد ضعفا ، وما قبل الأخير أشد ضعفا ، إذ فيه جعل الظن علما ، ويجوز أن تكون الاشارة الى ذلك كله { مَبلغُهم مِن العِلْم } أى موضع بلُوغِهم منه ، لا علم لهم فوقه ، فمبلغ اسم مكان ، ومن العلم نعته ، ومن للتبعيض ، وسمى ذلك علما بالنظر الى دعواهم الفاسدة ، أو العلم مطلق الاعتقاد استعمل للمقيد فى المطلق ، أو استعارة تصريحية ، وضمير الجمع مراعاة لمعنى من بعد الافراد مراعاة للفظها ، وعلل قوله : " أعرض " تعليلا بقوله : { إنَّ ربَّك هو أعْلم بمَن ضلَّ عن سبِيله } من أول تكليفه وأصر ، أو بعد اسلامه بأن ارتد ، والهاء لربك ، ويجوز عوده الى من بمعنى أنه ضل عن الدين الذى وجب أن يتخذه سبيلا ، وينسب اليه . { وهُو أعْلم بمَن اهْتَدى } ودام من أول تكليفه أو بعد ضلال وهكذا قضى ربك بالضلال والهدى ، فلا تبالغ فى الحرص على الهدى ، ولعلك باخع نفسك عليه .