Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 20-20)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تنزعُ النَّاس } الجملة نعت ريحا ، وهو أولى من كونها حالا ، إذ الأصل أن لا يجىء الحال من النكرة ، ولو كان لها مسوغ كنعتها بصرصر أو أولى من كونها مستأنفة ، لأن الاستئناف فرع اذا أمكن الاتصال ، ومعنى النزع قلعهم عما تمسكوا به من صخرة أو حفرة أو بيت ، أو بعض عن بعض ، كما روى أنه يمسك بعض بعضا فتقلعهم وتحطمهم . { كأَنَّهم أعْجازُ نَخْل } أسافلها الغليظة بالجذوع والعروق بقطع النظر عن سائر الجذوع والفروع ، قطعت أو لم تقطع ، ووجه الشبه الغلظ وزوال الحياة ، وذلك بسقوطها عن مغارسها كما قال : { مُنْقَعر } منقلع ساقط ، وقيل : قطعت الريح رءوسهم ، وعليه فوجه الشبه ما ذكر مع قطع الأعلى ، فالمراد بأعجاز جذوعها من أصلها ، مع قطع غصونها ، وفيه أنه لا دليل فى الآية على قطع الغصون ، وبقاء سائر الجذع ولو ناسبه طولهم ، ولا علىعدم القطع ، وعلى كل حال التمثيل بالسقوط والغلظ والا فهم اغلظ من أعجاز النخل ، وأطول من النخل ، نعم ، منهم من يكون كالنخلة على انتهائه ، أو أصغر سنه ، والنخل يذكر ويؤنث على قياس ما مفرده بالتاء ، وذكرها للفاصلة ، ولا يخفى أن به أعجاز النخل بعد النزع لا معه ، فالجملة إما حال مقدرة ، واما مفعول بمحذوف أى فتصيرهم كأنهم ، أو فتجعلهم كأنهم ، واختير الأول ، ولو قدر تتركهم لكانت الجملة حالا مقارنة إذا لم نعمل نترك عمل علم .