Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 102-102)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذَلِكُمُ } أَى الموصوف بتلك الصفات من الخلق لكل شئ والعلم بكل شئ وانتفاء الصاحبة والولد وبدع سمواته وأَرضه وغير ذلك مما مر وإِشارة البعد للتعظيم ، والخطاب للمشركين ولذلك جمع { اللهُ رَبُّكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَئ } إِخبار عن ذلكم أَو ربكم بدل أَو نعت للفظ الجلالة ، أَو الله بدل أَو بيان لا نعت إِلا بتأويل المعبود ، والمراد بكل شئ ما شاءَ خلقه لا نفسه تعالى ولا المستحيل لذاته أَو لعدم قضاء الله بخلقه إِلا أَن الصحيح وهو مذهبنا إِن لم يكن ، وما هو غير كائن فى الحال أَو الاستقبال لا يسمى شيئاً ، وليس قوله خالق كل شئ تكريراً ، إِما لأَن قوله وخلق كل شئ لما مضى وهذا للحال والاستقبال مع أَنه لا مانع من التوكيد وإِما أَنه كرره ليبنى عليه قوله { فَاعْبُدُوهُ } وحده لاستجماعه تلك الصفات ، وقوله وخلق كل شئ استدلالا على نفى الولد وعلى نفى الشركة ، { أَفمن يخلق كمن لا يخلق } [ النحل : 17 ] ، وإِنما قلت وحده بالحصر ليناسب قوله { لا إِله إِلا هو } ولأَن مشركى العرب يعبدون الله وغيره ، فليس كما قيل أَن المقام ليس فيه ما يدل على الحصر ، ولو وجب فى المعنى ، وقدم هنا لا إِله إِلا هو على خالق كل شئ لأَنه جاءَ بعد قوله { وجعلوا لله شركاءَ } [ الأنعام : 100 ] فتقديم ما يدل على نفى الشركة أَهم ، وأَخره فى سورة غافر لأَنه جاءَ بعد قوله عز وجل { لخلق السماوات والأَرض } [ غافر : 57 ] فكان بيان خلق الناس أَهم فقدم نفى الشركة فى الخالقية ، فلا إِله إِلا الله هو كالنتيجة للأَوصاف قبله ففرع فأَنى تؤفكون على ما قبله ، وهنا فرع فاعبدوه ، والخالقية سبب للمعبودية { وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَئٍ وَكِيلٌ } حفيظ ومتولى الأُمور كلها ورقيب على الأَعمال فهو الذى يتوكل عليه لقدرته ويطاع ليجازى بخير .