Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 22-22)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } جميعا حال ، ويضعف كونه توكيدا ، ويوم منصوب بمحذوف تهويلا يقدر بعد قوله مشركين ، أَى يكون كيت وكيت ، أَو يباشرون من السوءِ مالا يكتنهه عقل ، أَو يقدر ماضيا لتحقق الوقوع ، أَو نحشرهم يوم نحشرهم جميعا ، أَو نحشرهم يوم نحشر الناس جميعا ، وهذا أَبغ تخويفا ، أَو التقدير : لا يفلح الظالمون اليوم ويوم نحشرهم ، وهو كلية ، أَى لا يفلح الظالمون اليوم ولا يوم نحشرهم ، ويبعد تعليقه باذكر لكثرة الفصل ، أَو اذكر يوم نحشرهم لما يقع فيه من الهول والعذاب ، أَو احذروا يوم نحشرهم ، أَو اخشوا يوم نحشرهم ، كقوله تعالى : { واخشوا يوما } [ لقمان : 33 ] . والهاء للظالمين ، أَو للناس كما مر ، أَو للذين خسروا أَنفسهم ، أَو لمشركى العرب ، أَو للمشركين وأَصنامهم ، كقوله تعالى : { احشروا الذين ظلموا وأَزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله } [ الصافات : 22 ] وإِذا كانت للمشركين فقوله عز وجل { ثُمَّ نَقُولُ } ولا ينافى هذا قوله تعالى { ولا يكلمهم الله } [ آل عمران : 77 ] لأَن المراد لا يكلمهم كلام تشريف أَو نفع ، فقد كلم إِبليس وهو شر منهم { لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا } وضع للظاهر موضع المضمر تنبيهاً على قبح شركهم ، وأَنه موجب التوبيخ والعذاب ، وثم لتراخى المعنى وعطفه ، أَو لتراخى الزمان ، يبقون فى غم الموقف مدة طويلة ، وبعدها يقال لهم توبيخاً { أَيْنَ شُرَكاؤُكُمْ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعَمُونَ } أَنهم آلهةن أَو أَنهم شركاء لله فى العبادة ، ولم أَقدر تزعمونهم شركاء لأَن الغالب والوارد فى القرآن تسليط الزعم على أَن وما بعدها ، وقل مثل قوله ، زعمتنى شيخا ولست بشيخ ، فذلك أَولى من تقدير تزعمونهم شركاءَ ، وأَضاف الشركاءَ إِليهم لأَنهم لا نصيب لهم فى الشركة سوى تسميتهم حتى جعلت غائبة ، والإِضافة من الإِضافة لملابسة ما ، وسئلوا عن مكانها مع أَنها حاضرة كأَنه قيل أَين شركتها التى ادعيتم ثبوتها ورجوتم نفعها حال الشدة ، فإِذا لم تحضر بالشفاعة لهم فكأَنها لم تحضر بذاتها ، كما تقول لمن اعتمد على أَحد فى أَمر فلم ينفعه أَين فلان ؟ مع أَن فلانا حاضر ، ويجوز كونها غائبة بذاتها ، حيث يقال لهم : أَين شركاؤكم ؟ فتحضر بعد ذلك ولا تنفعهم ، أَو غابت بعد ما أَحضرت وعجزت عن النفع ، فقيل : أَين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ؟ أَو يقدر مضاف ، أَى أَين نفع شركائكم ، والزعم يستعمل فى الحق كما يقول سيبويه فى شأْن ما هو مرضى عنده : زعم الخليل ، وفى حديث ضمام بن ثعلبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : زعم رسولك ، مع أَنه مصدق بما قال رسوله ، والمراد فى الآية كنتم تجزمون أَنها شركاء ، وذكر ابن عباس أَن كل زعم فى القرآن بمعنى الكذب وقد ذكره بعض فى شأْن الله سبحانه للعلم الجازم إِذ قال وبئس قائلا : @ تقول هلكنا إِذ هلكت وإِنما على الله أَرزاق العباد كما زعم @@ ولعله بناه للمفعول ، لكن لا نعرف قبله بيتا أَو بعد ، أَو هو بيت مفرد والقوافى يدل بعضها على بعض .