Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 72-72)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاة واتَّقُوهُ } لا يصح العطف على قل إِن هدى الله هو الهدى على أَن أن تفسيرية ؛ لأَنها لا تكون بعد لفظ القول . وقولهم يغتفر فى الثوانى مالا يغتفر فى الأَوائل مقصور على السماع ، وحيث لا ملجأَ عنه ، بل العطف على لنسلم عطفاً على المعنى . كما قال فى غير القرآن عطف توهم كأَنه قيل : أمرنا أَن أسلم وأَن أَقيموا ، لأَن فى الأَمر معنى القول لا لفظه ، أَو يقدر : ومرهم أَن أَقيموا الصلاة ، ولكن على هذا الوجه تنقطع الحكاية ولا بأس ، وعلى مذهب سيبويه والفارسى فى جواز دخول أَن المصدرية على الأَمر والنهى ، وهو مختار عندهم لا عندى ، يعطف على معمول أَمرنا ، أَى أمرنا بكذا ، أَو بأَن أَقيموا الصلاة واتقوه ، وزعم بعض أَن الأَمر والنهى خارجان عن الإِنشاء مع أَن المصدرية ، فالفعل لمجرد الحدث ، وهذا رجوع فى المعنى إِلى قولى يمنع دخولها على الأَمر والنهى لأَن المصدر المقدر بعدها غير طلب ، وفى ذلك تكلف ، لكن حكى سيبويه : كتبت إِليه بأَن قم ، فيجاب أَن المراد كتبت إِليه هذا اللفظ ، ولا يصح العطف على لنسلم لأَن لنسلم فى تأويل المصدر دون أَقيموا ، وخولف بين المتعاطفين إِذ لم يجعلا أَمراً هكذا : أمرنا أَن أسلموا ، أَو أَن أَقيموا الصلاة واتقوه ، ولم يجعلا أَخباراً هكذا : أمرنا بأَن نسلم وأَن نقيم الصلاة ونتقيه ، لأَن المأْمور بالإِسلام هو الكافر ، والمأْمور بإِقامة الصلاة والاتقاء هو المؤمن ، والكافر حال كفره بعيد عن الخطاب باقامة الصلاة والاتقاء على حد اتقاء المؤمن { وَهُوَ الَّذِى إِليْهِ تُحْشَرُونَ } تجمعون يوم القيامة للحساب على الإِسلام وإِقامة الصلاة والاتقاء ، بدأَ بذكر رئيس الطاعات القلبية ويتم بالتلفظ وهو التوحيد ، وثنى برئيس الطاعات البدنية ولا بد من القلب معها وهى الصلاة التامة ، ثم ذكر التقوى التى هى رأس ما هو من قبيل التروك ، والاحتراز عن كل ما ينبغى ، وختم ذلك بأَنهم يجازون عليه يوم الحشر وينتفعون به ، ورد عن عبدة الأَصنام بقوله سبحانه .