Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 86-86)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِسْمَاعِيلَ } بن إِبراهيم ، وهو عم يعقوب ، إِذ هو أَخو إِسحاق ، عاش مائة وثلاثين ، ومعناه مطيع الله ، وقيل : أَصله : إِسمع يائيل ، أَى يا ألله ، وكان له حين مات أَبوه سبع وثمانون ويعقوب مائة وسبع وأَربعون { وَالْيَسَعَ } علم منقول من المضارع وحده لا مع مستتر فيه ؛ لأَن المنقول من الجملة لا تدخل عليه أَلـ ، ولا يظهر إِعرابه ، وقيل لفظ عجمى ، ويعارضه دخول أَل فإِنها لا تزاد فى الأَعجام ، وقيل : عجمى ، وأَل شاذة فيه ، وقيل : قارنت النقل وجعلت علامة للتعريف وهو ابن أَخطوب ابن العجوز { وَيُونُسَ } هو ابن متى ، ومتى أَبوه ، وقيل أمه ، وادعى بعض أَنه من ذرية إِبراهيم { وَلُوطاً } هو ابن هاران بن تارخ أَخى إِبراهيم ، فإِبراهيم عمه ، وقيل : ابن أخت إِبراهيم ، فإِبراهيم خاله ، هاجر معه إِلى الشام ، وأَرسله الله تعالى إِلى أَهل سادوم ، وقيل : لوط بن هاران بن آزر ، وجمع الله سبحانه وتعالى أَولا إِبراهيم ونوحاً وإِسحاق ويعقوب لأَنهم أُصول الأَنبياء ، إِلا أَنه فصل نوحاً لأَنه أَظهر فى الأَصالة وأَصل للكل ، لأَن الناس بعده كلهم منه ، لأَنه لم ينسل إِلا أَولاده ، وجمع داود وسليمان للأبوة والبنوة ورتبة الملك وهى بعد رتبة النبوة ، وكذلك جمع بين إِسحاق ويعقوب للبنوة لإِبراهيم والنبوة التالية لنبوءَة إِبراهيم ، وجمع أَيوب ويوسف لأَنهما من أَهل الصبر على البلاء ، وجمع يوسف مع الصبر الملك ، وجمع بين موسى وهارون لكثرة المعجزة الحسية ، وللأخوة ، ومعجزات موسى معجزات له ، لأَن مدعاهما واحد فى عصر واحد ، وجمع بين عيسى وزكرياءَ ويحيى وإِلياس لكثرة زهدهما ، وجمع بين إِسماعيل ولوط واليسع لأَنهم لم يبق له أتباع ولا شريعة ، وقد أَمر الله جل وعلا سيدنا محمدا بالاقتداءِ بمن له خصلة من هؤلاءِ ، كالصبر على البلاءِ ، وشكر النعم كشكر داود وسليمان وصدق إِسماعيل وإِخلاص موسى والزهد ، وغير ذلك مما لم يذكر لهؤلاء هنا ، فهو جامع ما تفرق فى غيره { وَكُلاًّ } من هؤلاءِ { فَضَّلْنَا عَلى الْعَالَمِينَ } عالمى زمانهم وغيره إِلا سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم فإِنه أَفضل الخلق والأَنبياء ، والمؤمنون أَفضل من الملائكة ، وقيل : دلت الآية أَن الأَنبياء أَفضل منهم لدخول الملائكة فى العالمين ، وفى المواقف : لا نزاع أَن الأَنبياءَ أَفضل من ملائكة الأَرض ، وإِنما النزاع فى ملائكة السماءِ ، قال أَصحابنا - يعنى المالكية - : الأَنبياء أَفضل ، وعليه الشيعة وأَكثر الملل . وقالت المعتزلة ، وأَبو عبد الله الحليمى والباقلانى من المالكية : الملائكة أَفضل ، وعليه الفلاسفة ، وأَبو إِسحاق الاسفرايينى .