Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 20-20)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُمُ مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ } أم منقطعة للإِضراب الانتقالى عن الإِضراب الاتصالى قبله دون الاستفهام التوبيخى لوجود الاستفهام بعدها بمن ، وقول البصريين أن أم المنقطعة أبداً بمعنى بل ، والاستفهام الإِنكارى أو الحقيقى ينبغى تقييده بما لم يوجد استفهام بعدها ، أما إِذا وجد كما هنا وكما فى قوله تعالى : { أمَّا ذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [ النمل : 84 ] أم هل تستوى فلمجرد الإِضراب ، وصرح بعض بأَنها مع وجود الاستفهام بعدها تكون للإِضراب والاستفهام تأْكيد عند البصريين فى ظاهر إِطلاقهم ، وذكر بعض أنها تأْتى للإِضراب وتأتى للاستفهام وتأْتى لهما ومن خبر مقدم وهذا مبتدأ لأَنه معرفة وعكسه سيبويه وهكذا فى الاستفهام وأفعل التفضيل عنده ، وقيل من موصولة فى الموضعين فاعل لأمنكم محذوفاً والإِشارة بهذا إِلى مفروض أو إِلى جنس الأَوثان لاعتقادهم أنها تحفظهم من النوائب وترزقهم ، فكأَنها جند ناصر رازق فأَنكر الله عليهم هذا الاعتقاد أى أمنكم الذى هو جند لكم ينصركم الخ ، فحذف المبتدأ من اول الصلة ، والجملة متعلقة بقوله تعالى : { أمن هذا الذي يرزقكم } [ الملك : 21 ] وقيل متعلقة بقوله تعالى : { أوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ } [ الملك : 19 ] الخ ، والمراد ينصركم من الله عز وجل أو من عذابه لقوله تعالى : { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِن دُونِنَا } [ الأنبياء : 43 ] وينصركم نعت جند وإِفراد الضمير المستتر باعتبار لفظ جند وذلك على طريق الالتفات من الغيبة إِلى الخطاب ومن دون متعلق بينصر كقوله تعالى : { مَن يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ } [ هود : 30 ] أو بمحذوف نعت لجند بعد نعته بلكم . { إِنِ الْكَافِرُونَ } العابدون للأَصنام . { إِلاَّ في غُرُورٍ } أمر غير نافع بل ضار غرهم به الشيطان من زعمهم أن أصنامهم تشفع لهم من بأْس الله فى الدنيا إِن جاء ، وفى الآخرة إِن صح البعث ، وأنها تحفظهم ، والغيبة بالاسم الظاهر بعد الخطاب إِيذان بأَنهم أهل للإِعراض عنهم لشدة قبحهم وتصريح بعلة غرورهم وذمهم بها وهى الكفر .