Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 19-19)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أوَلَمْ يروْا } أعملوا ولم يروا { إِلَى الطَّيْرِ } جمع طائر أو اسم جمع وهو أولى كركب وراكب { فوْقَهُمْ } يتعلق بمحذوف حال من الطير أو نعمته على ما تقدم فى المقرون بأَل الجنسية ، ولا يصح تعليقه بيروا لأَن الرؤية تقع فى الأَرض لا فوق ، واستعمال العين للنظر فى الأَرض لا فى الجو ، اللهم إِلا أن يرى أثر ذلك الاستعمال ، أو متعلق بقوله صافات أو حال من المستتر فى صافات وصافات حال من الطير أو من المستتر فى فوق أو فى متعلقة إِذا علق فوق بمحذوف حالا . { صَافَّاتٍ } أى باسطات ومفعوله محذوف أى باسطات أجنحتهن وقوادمهن وهو الريش المتقدم . { وَيَقْبِضْنَ } أجنحتهن جانباً عطف على صافات فيؤول إِلى صافات لتقدم صافات ، أى وقابضات لا العكس بتأْويل صافات إِلى يقبضن أى يصففن ويقبضن ، ولأَن الأَصل فى الحال المفرد لا الجملة ، وعطف الفعلية على الوصف ، والعكس جائزان ، ومنع السهيلى العكس لقلته كقوله : @ بات يغشيها بعضب باتر يقصد فى أسوقها وجائر @@ يجر جائر عطف على جملة يقصد التى هى فى محل جر نعت ثان لعضب كأَنه قيل قاصد وجائر ، قال الله عزَّ وجلَّ : { يُخْرِجُ الحَيَّ مِن الميِّتِ وَمُخْرِجُ الميِّتِ مِنَ الحَيِّ } [ الأنعام : 95 ] فيرجع لفظ مخرج إِلى يخرج لتقدم يخرج عكس ما هنا ، ولما كان الأَصل فى الطير مد الأَطراف وبسطها كالسباحة فى الماء وبه تقطع المسافة والقبض طارئاً ليحصل البسط المحرك جاء داله وصفاً ودال القبض فعلا يتجدد . { مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ } الواسع الرحمة للطير بإِلهامها ذلك ولغيرها ، والجملة حال أُخرى من الطير { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ بَصِيرٌ } دقيق العلم قوى القدرة لو شاء لمشت الطير فى الهواء بلا جناح وأثقل الأَشياء يمسكه بلا عمد ألا ترى إِلى السماوات والأَرض وألا ترى إِلى صخرة بيت المقدس .