Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 131-131)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الحَسَنَةُ } الحالة المحبوبة من صحة بدن وخصب ونحوها { قَالُوا } لعدم تذكرهم { لَنَا هَذِهِ } نحن أَهل لها ، وليس فينا ما ينافيها فلم يشكروا عليها ، ويقال : قال له قومه : إِن كنت ربا فأتنا بجرى النيل ، فقال : غداً يجيئكم ، فاغتسل ليلا وتضرع إِلى الله تعالى ، ومشى حافياً إِلى النيل ، فدعا الله فجاءَ يجرى ، وعرف الحسنة تلويحاً بالكثرة ، وكذلك قرنها بإِذا المنبئة فى اللغة على غير شك لتحققها بخلاف السيئة ، فإِنها نكرة لقلتها ، كأَنه قيل : فرد من أَفراد السوء أَو نوع ، وكذلك قرن بإِن المنبئة فى اللغة على الشك سوقا لها مساق ما يشك فيه هل يقع ؟ ومساق ما يجئ حدوثاً لا قصد له ولا شك لله ، ولا واقع من الحوادث إِلا بإِرادته { وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } قحط أَو عاهة { يَطَّيَّرُوا } يتطيروا قلبت التاء طاء وأدغمت ، وهو مضارع اطَّير بهمزة الوصل الحادثة على صيغة التفعل ، أَى يتشاءَموا والعرب تسمى الشؤم طيراً وطائرا وطيرة بكسر ففتح وقد تسكن ، لتشاؤمهم ببارحها ، ونعيق الغراب ، حتى أَنهم يقولون : بفيك التراب وفير ، فهم بين أَن يقول : عق ، أَو غق ، وبأَخذ الطائر ذات اليسار ، ويقال : البارح ما ولاك مياسره والسانح ما ولاك ميامنه ، وقيل : البارح ما جاءَ من اليمين ، والسانح ما جاءَ من اليسار ، وكانوا يحبون السانح ويكرهون البارح ، وإِذا أَرادوا سفراً أَو نكاحاً أَو غارة أَو حاجة ، فتتشاءَم بالبارح وتتبرك بالسانح ، وإِن وجدوا طائراً ماكثاً أَطاروه ، فيكون سانحاً أَو بارحه فإِن جاءَ من جهة اليمين ، أَو أطير فذهب يميناً فعلوا وهو سانح ، فإِن جاءَ من اليسار ، أَو أطير فذهب يساراً تركوا وهو بارح ، فقال صلى الله عليه وسلم : " أَقروا الطير فى وكناتها " والوكنة موضعة ، أَى لا تطيروها تفاؤلا وتشاؤما ، وقال : " من رجعته التطير عن حاجته فقد أَشرك . قيل : وما كفارته يا رسول الله ؟ فقال : أَن يقول اَحدكم : اللهم لا طير إِلا طيرك ، ولا خير إِلا خيرك ، ولا إِله غيرك " ويمضى لحاجته إِن كانت حلالا ، فسموا الشؤم طائراً ، إِذا جعلوا الطائر أَمارة تسمية للدال باسم المدلول ، وكذلك تشاءَمت اليهود لعنهم الله برسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : لما جاءَ أَقحطنا ، وغلت أَسعارنا ، وكثر موتنا . وكان صلى الله عليه وسلم يتفاءَل ولا يتطير ، وأَصل الفأل الحسنة على لسان آدمى ، وهو أَصفى قلبا من البهائم والطير ، فيؤخذ بها لا بصوت البهيمة والطائر ، أَو ذهابه إِلى جهة ، والشؤم ضد اليمن { بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ } من المسلمين ، فيقولوا : أَصابنا ما نكره بهم { أَلاَ إِنما طائِرُهُم } أَى شؤمهم ، أَى سبب شؤمهم { عِنْدَ اللهِ } وهو قضاؤه وحكمه عليهم ، أَو طائرهم ، سبب شؤمهم أَعمالهم المكتوبة عند الله ، وهى أَعمال سوء توجب العقاب ، فإِنه لا خير ولا شر إِلا بقضاء الله عز وجل ، أَو أَعظم من شؤمهم عند الله وهو النار لا ما ينالهم فى الدنيا ، ونقول : طائر الإِنسان عمله { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أَن ما يصيبهم من الله كلهم أَو بعضهم علم ولم يعمل ، وكل حادث جائز ، وإِنما هو بإِيجاد الواجب سبحانه .