Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 137-137)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَوْرَثْنَا } من فرعون أَو العمالقة ، وذكر الإِرث إِشارة إِلى الأَخذ بسهولة { القَوْمَ } بنى إِسرائيل { الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ } يوجد ضعفاء من فعل الكفرة بهم من الاستبعاد وقتل الأَولاد أَو يفعل بهم ما يفعل بالضعيف الذى لا يرد عن نفسه لضعفه ، أَو يحسبون ضعفاءَ وليسوا كذلك عند الله بل أَقوياءَ بالحق الذى عندهم أَو بالسعادة { مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا } مفعول ثان لأَورث ، والمراد أَرض الشام شرقه وغربه أَى كله ، أَو مصر ، على أَنهم رجعوا إِليها ، أَو فى زمان داود ، أو ملكوها بالتصرف فيها وكونها تحت أَيديهم ولو لم يدخلوها ، والبركة بالرزق والثمار وكثرة الأَنبياءِ ، فإِن أَرضه تنبت الثمار الكثيرة بلا ماء كثير . وليس ماؤه أَكثر من ماءِ غيره ، بل ماء غيره أَكثر من ماء مواضع كثير منه ، ومياه دمشق كثيرة جداً ، وذكر بعض أَنه لم يبعث نبى إِلا من الشام ، والنبى صلى الله عليه وسلم أسرى منها ، بل بعث من أَرض هى أَفضل من الشام ، ليكون كملك رعيته فى غير بلده أَيضا ، قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن خوالة الأَزدى " عليك بالشام فإِنها خيرة الله من أَرضه يجتبى إِليها خيرانه من عباده " وقال : " يأتى زمان لا يبقى مؤمن إِلا بالشام " وقال : " ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها على الشام " وسميت بشام بن نوح فإِنه فى السريانية بالشين المعجمة ، أَو بقوم من كنعان تشاءَموا إِليها ، أَى تياسروا إِليها ، أَو لأَن أَرضها شامات بيض وحمر وسود ، والتى نعت لمشارق ومغارب ، ويضعف كونه نعتا للأَرض للفصل بالعطف ، ويجوز أَن تكون الأَرض أَرض مصر أَورثهم الله إِياها بعد فرعون فإِن فيها البركة بالنيل وغيره ، ويدل له قوله تعالى { كذلك وأَورثناها بنى إِسرائيل } [ الشعراء : 59 ] وقوله { كذلك وأَورثناها قوما آخرين } [ الدخان : 28 ] أَو مصر والشام ، ولا يصح ما قيل أَرض الدنيا المعمورة لأَنه لم يملكها بنو إِسرائيل كلها ، ولا داود ولا سليمان عليهما السلام { وَتَمَّتْ } مضت ونجزت ، والموعود كالمعلق والوفاء به تمام وكمال له { كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى } وعده الأَزلى أَو وعده بالمن بالنصر وإِيراثهم وتمكينهم فى الأَرض إِلى آخر ما فى قوله تعالى { عسى ربكم أَن يهلك عدوكم } [ الأَعراف : 129 ] الآية ، وفى قوله تعالى : { ونريد أَن نمن على الذين } [ القصص : 5 ] إِلخ . { عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا } بسبب صبرهم على استعباد فرعون إِياهم وقتل الأَولاد ، إِذ لم ينجوا أَنفسهم بالكفر بل بقوا على الإِسلام ، ولا ينافى هذا الصبر قولهم تضجرا وتأَسفا { أوذينا من قبل أَن تأتينا } [ الأَعراف : 129 ] إِلخ … لأَن التأَسف لا ينافى الصبر ، وإِنما ينافيه السخط للمقدور { وَدَمَّرْنَا } أَبطلنا { مَا كَانَ يَصْنَعُ } من القصور والعمارات { فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ } اسم كان يعود لما ، أَو إِلى الشأن ، أَو كان زائدة وما مصدرية ، وأَجاز بعض كون فرعون اسم كان مع أَن الخبر الفعلى لا يتقدم على المبتدأ حال اللبس ، وهنا يلتبس أَن فرعون فاعل يصنع ، وسوغه هنا وجود فعلين يستحق كل منهما فاعلا ، ويجوز تنازع كان ويصنع فى فرعون { وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ } يرفعون من الجنات والبناءِ العالى كصرح هامان .