Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 138-138)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَجَاوَزْنَا } موافق للمجرد أَى وجزنا ، فالباء للتعدية فى قوله . { بِبَنِى إِسْرَائِيلَ } أَى أَجزناهم ، والثانى قوله { الْبَحْرَ } أَى صيرناهم جائزين بحر القلزم على الصحيح ، أَو النيل ، وهو خطأ ، وعلى كل حال دخلوا من أَرض كنعان ورجعوا فيها بطرق مقوسة ، وإِلا فعرض القلزم بعيد جدا ، وبعضه الأَعلى متصل بالمحيط ، والنيل لو دخلوا غربيه لاحتاجوا إِلى سفن يرجعون بها إِلى شرقه { فَأَتَوْا } مروا { عَلَى قَوْمٍ } هم العمالقة الذين أَمر الله موسى عليه السلام بعد ذلك بقتالهم ، أَو هم لخم ، قوم من العرب باليمن ، وقيل بمصر . { يَعْكُفُونَ } يقيمون بالعبادة { عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ } أَو يعكفون على عبادة أَصنام لهم ، وهى بقر أَو صورها من نحاس أَو حجارة على صورتها ، وأَصل عجل السامرى من ذلك . { قَالُوا } أَى بنو إِسرائيل المجاوز بهم البحر { يَا مُوسَى اجْعلْ لَنَا إِلهَا } نذكر الله به ونعبده به ، وهذه ردة معنوية ، إِذ علموا أَن إِلههم هو الله عز وجل ، وذلك لشدة جهلهم ، وقسوة قلوبهم ، حتى ظنوا أّن ذلك لا يقدح فى دينهم . أَو اجعل لنا إِلها نعبده دون الله ، أَو مع الله سبحانه ، وهذه ردة معنوية لأَنهم يذكرون الله ، والظاهر أَنها صريحة كأَهل الكتاب العابدين لغير الله بعدهم ، ولشدة جهلهم ظنوا أَن عبادة غير الله تعالى لا تضر إِذا كانت تقربا إِليه أَو مع معرفته ، ولم يقولوا كلهم اجعل لنا إِلها لبعد ذلك عن السبعين الذين اختارهم للميقات ، قلت : إِن بعدت عنهم الردة الصريحة لم تبعد المعنوية ، فقد قيل : هم القائلون : { أَرنا الله جهرة } [ النساء : 153 ] { كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ } يعبدونها ، وما كافة أَو مصدرية فى قول جواز دخولها على الجملة الاسمية ، أَى إِلها ثابتا لهم كثبوت آلهة لهم ، أَو اسم أَى كالفريق الذى هو لهم آلهة ، أَو كفريق هو لهم آلهة ، وحذف صدر الصلة لطولها ، ويصح على ضعف أَن آلهة بدل من المستتر فى لهم ، ولهم صلة أَو صفة ، وروى أَن الصحابة مروا بذات أَنواط بعد فتح مكة وحنين فقال بعضهم : يا رسول الله اجعل لنا ذات أَنواط كما لهم ذات أَنواط ، وهى شجرة يعلق بها المشركون سلاحهم ، وربما عبدوها ، والصحابى لا يريد عبادة شجرة ، لكن يريد تعليق السلاح فقط ، فقال : " الله أَكبر ، هذا كما قال قوم موسى له " اجعل لنا إِلها كما لهم آلهة " لتتبعن سنن من قبلكم حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه ، أَو ركبوا متن ضباة لركبتموها " ومال إِلى شجرة أَدنى منها واستظل تحتها ، { قَالَ } موسى { إِنَّكُمْ قَوْمٌ } ذكر لفظ القوم إِيضاحا لكونهم جماعة معلومة مخصوصة موسومة بما يذمهم به من الجهل { تَجْهَلُونَ } تعتادون الجهل حتى جعلتم الإِشراك بالله بدلا من شكره وزيادة عبادته على إِنجائكم من آل فرعون وقومه وإِهلاكهم ، ولكون تجهلون بمعنى تعتادون الجهل كان لازما ، ولا يحسن أَن يقال هو متعد حذف مفعوله للعموم لأَنهم لا يجهلون كل شئ ، وليس المقام لأَن يقال : جهلوا كل شئٍ ، إِلا أَن يراد بالعموم كثرة جهلهم ، وحاصله أَنكم جاهلون بحقيقة الأُلوهية أَو الجهل مطلق السفه الشامل لذلك .