Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 162-162)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } بالذى قيل لهم قَوْلاً غَيْرَ الَّذِى قِيلَ لَهُمْ من للتبعيض فمنهم من لم يبدل ، وتبديل القول قولهم : حبة فى شعيرة ، أَو حنطة فى شعيرة ، وكذلك بدلوا الفعل إِذ بدلوا السجود الانحناءَ بالزحف على أَستاههم ، أمروا أَن يطلبوا الغفران بأَى لفظ لا بلفظ الحط فقط ، وجعلوا مكانه طلب الدنيا ، وقد قيل : قالوا بالنبطية حطا سمعوقا ، أَى حنطة حمراءَ ، وقيل : قالوا ذلك التبديل استهزاء وكذا الزحف { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ } بالتبديل المذكور { رِجْزًا مِنً السَّمَاءِ } عذابا بالطاعون فمات فى يوم واحد سبعون أَلفا وقيل : أَحد وعشرون أَلفا ، { بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ } أَعاد ذكر تسبب الرجز عن الظلم مع علمه من تسليط الإِرسال على الذين ظلموا لزيادة تقبيح الظلم والزجر عنه ، قيل : قال هنا : اسكنوا ، وفى سورة البقرة : ادخلوا ؛ لأَنه لا بد لساكن موضع من دخوله ، وهنا وكلوا ، وهناك ، فكلوا ؛ لأَن للدخول حالة مقتضية للأَكل عقب الدخول فكان بالفاء ، وللسكنى حال مستمر فكان بالواو متى شاءُوا وأَكلوا ، وهناك رغد لأَن الأَكل عقب الدخول أَلذ والأَكل مع السكنى والاستمرار دون ذلك فى الجملة ، ولا يدفع هذا الاعتبار قوله فى آدم رغدا ، وهناك تقديم لدخول السجود على قول الحطة لأَن المقصود تعظيم أَمر الله عز وجل ، فاستوى التقديم والتأخير ، وهنا : خطيئاتكم ، بلفظ القلة ، وهناك : خطاياكم إِشعارا بأَن هذا الدعاء يسقط القليل من الذنوب والكثير ، وهناك : وسنزيد بالواو ، بيانا للوعد بشيئين ، وهنا كأَنه قيل : ما بعد الغفران ؟ فقال : سنزيد ، وهناك : أَنزلنا ، وهنا : أَرسلنا ، لأَن الإِنزال لا يشعر بكثرة ، فكأَنه أنزل أَولا قليل ، ثم كثر كثرة عبر عنها بالإِرسال . كما قيل : انبجست للقلة ، وانفجرت للكثرة ثانيا ، أَو أَجمل بالإِنزال وفصل بالإِرسال ، وأَيضا الإِرسال من فوق كما دلت عليه على ، هو إِنزال فتساويا ، وهنا يظلمون وهناك يفسقون وصفا لهم بظلم أَنفسهم وبفسقهم أَى خروجهم عن الطاعة ، وذكر الظلم والفسق فى الموضعين دلالة حصولهما منهم ، والله أعلم .