Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 164-164)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذْ } عطف على إِذ من قوله { إِذ يعدون } [ الأَعراف : 163 ] لا على إِذ من قوله : { إِذ تأتيهم } [ الأَعراف : 163 ] إِذ يلزم عليه دخول الطائفة فى أَهل العدوان ، وزمان القول بعد زمان العدوان ومغاير له { قَالَتْ } لمن نهى عن الصيد { أُمَّةٌ } جماعة { مِنْهُمْ } لم تصد ولم تنه ، أَو نهت وآيست وتركت النهى ، أَو طائفة ممن صاد ، قالت تهكما ، وهم الذين اعتدوا { لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا } لا تنفعهم الموعظة ، وحكمة الوعظ الانتفاع به ، واستأنفوا بقولهم { اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا } أَو نعتوا القوم به ، والإِهلاك فى الدنيا بالقتل أَو بالمسخ ، وقد وقع به ، والتعذيب فى الآخرة ، أَو الإِهلاك استئصال والتعذيب بدونه ، وكلاهما فى الدنيا ، وأَو بمعنى الواو ، ويجمع لهم بين إِهلاك الدنيا وعذاب الآخرة ، أَو للإِضراب ، أَو تبقى على أَصلها ، والمعنى ينتقم منهم فى الدنيا فقط إِن تابوا ، ويعذبهم فى الآخرة إِن لم يتوبوا ، فأَو لمنع الخلو لا لمنع الجمع لجواز أَن لا يتوبوا فينقم منهم فى الدنيا ، ويعذبهم فى الآخرة ، واختار اسم الفاعل فى الموضعين عن المضارع للدلالة على التحقق { قَالُوا مَعْذِرَةً } أَى مقصودنا بالموعظة أَو مداومتها عذر ، أَى طلب العذر من الله ، وكأَنه قيل : اعتذار ، والواو للمقول لهم لم تعظون ، والقائلون ليسوا من الفرقة الهالكة { إِلى رَبِّكُمْ } فلا ينسبنا إِلى التقصير بترك النهى ، فالأَمر والنهى واجبان فى كل أُمة { وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } يتركون الصيد ، والعطف على المعنى ، وكأَنه قيل : للاعتذار ، ولطلب التقوى منهم ، وهذا مما يبطل القول بأَن الأُمة فى قوله : " وإِذ قالت أُمة " فرقة من القوم الهالكين ، إِذ لو كان الأَمر كذلك لقال : ولعلكم تتقون ، فالخطاب والجواب بدعوى الالتفات عن خطابهم إِلى الغيبة بعد .