Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 99-99)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ } الواو للموجودين فى عصره - صلى الله عليه وسلم ، المكذبين المرادين فى قوله { أَفأَمن أَهل القرى } [ الأَعراف : 97 ] لا لعموم القرى فى قوله { ولو أَن أَهل القرى } [ الأَعراف : 96 ] فهذا تقرير لقوله { أَفَأَمِنَ } جمعاً بعد تفريق زيادة للتحذير ، فلم يكن العطف لأَن المقرر به مقرون بالفاء ، ومكر الله استدراجه إِياهم بالنعمة والصحة فلا يشكروا ، بل يفسقون فيأخذهم ، ولا ينسب إِلى الله إِلا مشاكلة ، كما هنا فى قول بعض ، والصحيح أَنه يجوز نسبته إِليه عز وجل ولو بلا مشاكلة ، وعلى كل يكون مجازاً ، وذلك تشبيه بإِظهار المحبوب وإِخفاء المكروه ، فلفظ مكر استعارة تمثيلية إِذ شبه مجموع أَشياء هى إِظهار الإِنعام عليهم وقصدهم بالسوء وإِيقاعه بمجموع أَشياء هى إِظهار المحبوب وإِخفاء المكروه وإِيقاعه ، وأَمن مكر الله من الكبائر كما رواه ابن مسعود وابن عباس مرفوعاً ، وروى أَنه كفر ، بمعنى أَنه كفر فسق لا شرك ، وإن نوى أَنه لا يقدر على الانتقام منه فشرك ، وإِلا من الاسترسال فى المعاصى اتكالا على عفو الله ، قيل : هنا محذوف تقديره : لما أَمنوا خسروا فعطف عليه بالفاء فى قوله عز وجل { فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الخَاسِرُونَ } والأولى أَن الفاءَ فى جواب إِذا ، أَى إِذا تبين ذلك ، أَو إِذا كان الأَمر فى غاية القبح فلا يأمن ، وقرن بالفاء ولو صلح شرطاً لحذف أَداة الشرط فهى تدل عليه . وقيل : تفريع على محذوف ، أَى فلما أَمنوا خسروا فلا يأْمن مكر الله إِلا القوم الخاسرون . وعبارة بعض أَنها للتنبيه على تعقيب العذاب أَمن مكر الله تعالى ، ويقال : هى تعليل ما يفهمه الكلام من ذم الأَمن وخسرانهم لمصالحهم الأخروية لشركهم ومعاصيهم ، وبترك استعمال عقولهم فى إِدراك الحق .