Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 34-34)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبهُمُ اللهُ } فى أَلا يعذبهم ، والعذاب لازم عدم الهداية ومسببه أَو لاحظ لهم فى انتفاء التعذيب ، وهذا حسب الظاهر مناقض لقوله { وما كان الله معذبهم } [ الأَنفال : 33 ] فيجاب بأَن المراد وما لهم أَلا يعذبهم إِذ أَزال الاستغفار ، لا كما قيل إِن هذا ناسخ إِذ لا نسخ فى الإِخبار ، وإِنما يكون فى الأَحكام مع ما فى تضمن المنسوخ هنا من الخفاء ، وإِنما المعنى أَن لا يعذبهم لولا استغفارهم ، أَو هذا رد لقولهم : لا يعذبنا الله ، لأَنا أَهل بيته وحرمه ، وقيل : هذا فى عذاب الآخرة ، وما مر فى عذاب الدنيا ، وهو غير متبادر ، وما استفهامية أَو نافية ، أَى ليس لهم انتفاء التعذيب { وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الحَرَامِ } من أَراد الصلاة فيه والطواف وقراءَة القرآن والذكر والتوحيد ورفض الأَصنام حتى كان المؤمنون فى دار الأَرقم ، وحتى هاجروا إِلى الحبشة والمدينة ، ومنعوهم عام الحديبية من العمرة هم أَهل لأَن يعذبهم الله ، ولكن لم يعذبهم لكونك فيهم ، وللاستغفار ، أَو ما لهم أَلا يعذبهم الله بالسيف : إِذا خرجت أَنت والمستضعفون عذبهم فى بدر لو تزيلوا لعذبنا … الخ … قاتلوهم يعذبهم الله بأَيديكم ، وهذا بالسيف ، وقوله { وما كان الله ليعذبهم } [ الأَنفال : 33 ] عذاب استئصال بغير السيف ، فلا منافاة . وزعم بعض أَن هذا ناسخ للأَول على أَن الأَول يعم السيف وغيره ، ويجوز على بعد أَن يكون معنى قوله { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } [ الأَنفال : 33 ] ما كان معذبهم لو استغفروا كقوله تعالى { وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأَهلها مصلحون } [ هود : 117 ] ووجه البعد منافاته للظاهر ، ولقوله { وما كان ليعذبهم وأَنت فيهم } [ الأَنفال : 33 ] لأَنه يوهم أَنهم إِذا لم يستغفروا يعذبون ، ولو كان النبى صلى الله عليه وسلم فيهم ، ومع ذلك البعد رجحة غير واحد وكانوا يقولون : نحن ولاة البيت الحرام وولاة أَمر الله فيه فنصد من نشاء وندخل من نشاء … فنزل قوله تعالى { وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ } أَولياءَ الله ، أَو أَولياءَ المسجد الحرام ، ويرجح الأَول قوله تعالى { إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ } المتقون للشرك أَو لعذاب الله فإِن ولى الله هو الموحد له ، وعلى أَن الهاءَ للمسجد يكون المعنى وما كانوا أَولياء المسجد الحرام بالاستحقاق لشركهم وللصد عنه ومعاداة أَولياءَ الله سبحانه بل تولوه لحكمة الله وقضائه وما أَولياؤه بالاستحقاق إِلا المتقون … { وَلَكِنَّ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أَنه لا ولاية لهم ، وقليل علموا أَو جحدوا ، أَو الأَكثر بمعنى الكل .