Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 72-72)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَتْ } استئناف بياني كأن سائلاً سأل ما فعلت حين بشرت ؟ فقيل : قالت : { يَٰوَيْلَتَىٰ } من الويل وأصله الخزي ، ويستعمل في كل أمر فظيع ، والمراد هنا التعجب وقد كثرت هذه الكلمة على أفواه النساء إذ طرأ عليهن ما يتعجبن منه . والظاهر أن الألف بدل من ياء المتكلم ، ولذا أمالها أبو عمرو وعاصم في رواية ، وبهذا يلغز فيقال : ما ألف هي ضمير مفرد متكلم ؟ وقرأ الحسن { يا ويلتي } بالياء على الأصل . وقيل : إنها ألف الندبة ولذا يلحقونها الهاء فيقولون : يا ويلتاه { ءأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ } ابنة تسعين سنة على ما روي عن ابن إسحاق ، أو تسع وتسعين على ما روي عن مجاهد . / { وَهَـٰذَا } الذي تشاهدونه { بَعْلِي } أي زوجي ، وأصل البعل القائم بالأمر فأطلق على الزوج لأنه يقوم بأمر الزوجة ، وقال الراغب : ( ( هو الذكر من الزوجين وجمعه بعولة نحو فحل وفحولة ، ولما تصوروا من الرجل استعلاءاً على المرأة فجعل سائسها والقائم عليها ؛ وسمي به شبه كل مستعل على غيره به فسمي باسمه ، ومن هنا سمي العرب معبودهم الذي يتقربون به إلى الله تعالى بعلا لاعتقادهم ذلك فيه ) ) { شَيْخًا } ابن مائة سنة أو مائة وعشرين ، وهو من شاخ يشيخ ، وقد يقال : للأنثى شيخة كما قال : @ وتضحك مني ( شيخة ) عبشمية @@ ويجمع على أشياخ وشيوخ وشيخان ونصبه على الحال عند البصريين ، والعامل فيه ما في { هَـٰذَا } من معنى الإشارة أو التنبيه . قال الزجاج : ومثل هذه الحال من لطيف النحو وغامضه إذ لا تجوز إلا حيث يعرف الخبر ؛ ففي قولك : هذا زيد قائماً لا يقال إلا لمن يعرفه فيفيده قيامه ولو لم يكن كذلك لزم أن لا يكون زيداً عند عدم القيام وليس بصحيح فهنا بعليته معروفة ، والمقصود بيان شيوخته وإلا لزم أن لا يكون بعلها قبل الشيخوخة قاله الطيبـي ، ونظر فيه بأنه إنما يتوجه إذا لم تكن الحال لازمة غير منفكة أما في نحو هذا أبوك عطوفاً فلا يلزم المحذور ، والحال هوَٰهنا مبينة هيئة الفاعل أو المفعول لأن العامل فيها ما أشير إليه وبذلك التأويل يتحد عامل الحال وذيها ، وذهب الكوفيون إلى أن هذا يعمل عمل كان و { شَيْخًا } خبره وسموه تقريباً . وقرأ ابن مسعود وهو في مصحفه والأعمش شيخ بالرفع على أنه خبر محذوف أي هو شيخ ، أو خبر بعد خبر ، وفي « البحر » إن الكلام على هذا كقولهم : هذا حلو حامض ، أو هو الخبر ، و { بَعْلِي } بدل من اسم الإشارة أو بيان له ، وجوز أن يكون { بَعْلِي } الخبر ، و شيخ تابعاً له ، وكلتا الجملتين وقعت حالاً من الضمير في { أَأَلِدُ } لتقرير ما فيه من الاستبعاد وتعليله أي أألد وكلانا على حالة منافية لذلك ( ( وإنما قدمت بيان حالها على بيان حاله عليه السلام لأن مباينة حالها لما ذكر من الولادة أكثر إذ ربما يولد للشيوخ من الشواب أما العجائز داؤهن عقام ، ولأن البشارة متوجهة إليها صريحاً ولأن العكس في البيان ربما يوهم من أول الأمر نسبة المانع عن الولادة إلى جانب إبراهيم عليه السلام وفيه ما لا يخفى من المحذور ، واقتصارها في الاستبعاد على ولادتها من غير تعرض لحال النافلة لأنها المستبعدة وأما ولادة ولدها فلا يتعلق بها استبعاد ) ) قاله شيخ الإسلام . { إِنَّ هَـٰذَا } أي ما ذكر من حصول الولد من هرمين مثلنا ، وقيل : هو إشارة إلى الولادة أو البشارة بها ، والتذكير لأن المصدر في تأويل { إن } مع الفعل ولعل المآل أن هذا الفعل { لَشَيْء عَجِيبٌ } أي من سنة الله تعالى المسلوكة في عباده . والجملة تعليل بطريق الاستئناف التحقيقي ومقصدها كما قيل : استعظام نعمة الله تعالى عليها في ضمن الاستعجاب العادي لا استبعاد ذلك من حيث القدرة .