Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 11-11)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالُواْ يأَبَانَا } خاطبوه عليه السلام بذلك تحريكاً لسلسلة النسب وتذكيراً لرابطة الأخوة ليتسببوا بذلك استنزاله عن رأيه في حفظه منهم لما أحس بحسدهم فكأنهم قالوا : { مَا لَكَ } أي أيّ شيء لك { لاَ تَأْمَنَّا } لا تجعلنا أمناء { عَلَىٰ يُوسُفَ } مع أنك أبونا ونحن بنوك وهو أخونا { وَإِنَّا لَهُ لَنَـٰصِحُونَ } مريدون له الخير ومشفقون عليه ليس فينا ما يخل بذلك ، وجملة { لاَ تَأْمَنَّا } في موضع الحال ، وكذا جملة { وَإِنَّا لَهُ لَنَـٰصِحُونَ } والاستفهام بمالك فيه معنى التعجب ، والكلام ظاهر في أنه تقدم منهم سؤال أن يخرج عليه السلام معهم فلم يرض أبوهم بذلك . وقرأ الجمهور { لاَ تَأْمَنَّا } بالادغام والإشمام ، وفسر بضم الشفتين من انفراج بينهما إشارة إلى الحركة مع الادغام الصريح كما يكون في الوقف وهو المعروف عندهم وفيه عسر هنا ، ويطلق على إشراب الكسرة شيئاً من الضمة كما قالوا في قيل ، وعلى إشمام أحد حرفين شيئاً من حرف آخر كما قالوا في الصراط ، وقرأ زيد بن علي رضي الله عنهما وأبو جعفر والزهري وعمرو بن عبيد بالادغام من غير إشمام ، وإرادة النفي ظاهرة ، وقرأ ابن هرمز بضم الميم مع الإدغام ، وهذه الضمة منقولة إلى الميم من النون الأولى بعد سلب حركتها . وقرأ أبي والحسن وطلحة بن مصرف والأعمش لا تأمننا بالإظهار وضم النون على الأصل ، وهو خلاف خط المصحف لأنه بنون واحدة ، وقرأ ابن وثاب وأبو رزين لا تيمنا بكسر حرف المضارعة على لغة تميم ؛ وسهل الهمزة بعد الكسرة ابن وثاب ، ولم يسهل أبو رزين . وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن عاصم أنه قرأ بذلك بمحضر عبيد بن فضلة فقال له : لحنت ، فقال أبو رزين : ما لحن من قرأ بلغة قومه .