Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 1-1)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
والفلاح الفوز بالمرام ، وقيل : البقاء في الخير ، والإفلاح الدخول في ذلك كالإبشار الذي هو الدخول بالبشارة ، وقد يجىء متعدياً وعليه قراءة طلحة بن مصرف وعمرو بن عبيد { أَفْلَحَ } بالبناء للمفعول ، و { قَدْ } لثبوت أمر متوقع وتحققه ، والظاهر أنه هنا الفلاح لأن ( قد ) دخلت على فعله وهو متوقع الثبوت من حال المؤمنين ، وجعله الزمخشري الإخبار بثباته وذلك لأن الفلاح مستقبل أبرز في معرض الماضي مؤكداً بقد دلالة على تحققه فيفيد تحقق البشارة وثباتها كأنه قيل : قد تحقق أن المؤمنين من أهل الفلاح في الآخرة ، وجوز أن يكون جملة { قَدْ أَفْلَحَ } جواب قسم محذوف ، وقد ذكر الزجاج في قوله تعالى : { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّـٰهَا } [ الشمس : 9 ] أنه جواب القسم المذكور قبله بتقدير اللام . وقرأ ورش عن نافع { قَدْ أَفْلَحَ } بإلقاء حركة الهمزة على الدال وحذفها لفظاً لالتقاء الساكنين كما قال أبو البقاء وهما الهمزة الساكنة بعد نقل حركتها والدال الساكنة بحسب الأصل لأنه لا يعتد بحركتها العارضة . وقرأ طلحة أيضاً { قَدْ أَفْلَحُواْ } بضم الهمزة والحاء وإلقاء واو الجمع وهي مخرجة على لغة أكلوني البراغيث ، وقول ابن عطية هي قراءة مردودة مردود ، وعن عيسى بن عمر قال : سمعت طلحة يقرأ { قَدْ أفلحوا ٱلْمُؤْمِنُونَ } فقلت له : أتلحن ؟ قال : نعم كما لحن أصحابـي ، ولعل مراده أن مرجع قراءتي الرواية ومتى صحت في شيء / لا يكون لحناً في نفس الأمر وإن كان كذلك ظاهراً ، وإثبات الواو في الرسم مروي عن « كتاب ابن خالويه » . وفي « اللوامح » أنها حذفت في الدرج لالتقاء الساكنين وحملت الكتابة على ذلك فهي محذوفة فيها أيضاً ، ونظير ذلك { يَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَـٰطِلَ } [ الشورى : 24 ] وقد جاء حذف الواو لفظاً وكتابة والاكتفاء بالضمة الدالة عليها كما في قوله : @ ولو أن الأطبا كان حولي وكان مع الأطباء الاساة @@ وهو ضرورة عند بعض النحاة . والمراد بالمؤمنين قيل إما المصدقون بما علم ضرورة أنه من دين نبينا صلى الله عليه وسلم من التوحيد والنبوة والحشر الجسماني والجزاء ونظائرها فقوله تعالى : { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ }