Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 12-12)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ } التي هي وقت إعادة الخلق ومرجعهم إليه عز وجل . { يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ } أي يسكتون وتنقطع حجتهم ، قال الراغب : الإبلاس الحزن المعترض من شدة اليأس ومنه اشتق إبليس فيما قيل ، ولما كان المبلس كثيراً ما يلزم السكوت وينسى ما يعينه قيل أبلس فلان إذا سكت وانقطعت حجته وأبلست الناقة فهي مبلاس إذا لم ترغ من شدة الضبعة وقال ابن ثابت : يقال أبلس الرجل إذا يئس من كل خير ، وفي الحديث " وأنا مبشرهم إذا أبلسوا " والمراد بالمجرمين على ما أفاده الطيبـي أولئك الذين أساءوا السوأى لكنه وضع الظاهر موضع ضميرهم للتسجيل عليهم بهذا الوصف الشنيع والإشعار بعلة الحكم . وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه والسلمي { يبلس } بفتح اللام وخرج على أن الفعل من أبلسه إذا أسكته ، وظاهره أنه يكون متعدياً وقد أنكره أبو البقاء والسمين وغيرهما حتى تكلفوا وقالوا : أصله يبلس إبلاس المجرمين على إقامة المصدر مقام الفاعل ثم حذفه وإقامة المضاف إليه مقامه . وتعقبه الخفاجي عليه الرحمة فقال : لا يخفى عدم صحته لأن إبلاس المجرمين مصدر مضاف لفاعله وفاعله هو فاعل الفعل بعينه فكيف يكون نائب الفاعل فتأمل . وأنت تعلم أنه متى صحت القراءة لا تسمع دعوى عدم سماع استعمال أبلس متعدياً .