Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 47-47)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِى ٱلنَّـارِ } معمول لاذكر محذوفاً أي واذكر وقت تخاصمهم في النار . والجملة معطوفة على ما قبلها عطف القصة على القصة لا على مقدر تقديره اذكر ما تلي عليك من قصة موسى عليه السلام وفرعون ومؤمن آل فرعون ولا على قوله تعالى : { فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِى ٱلْبِلاَدِ } [ غافر : 4 ] أو على قوله سبحانه : { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلأَزِفَةِ } [ غافر : 18 ] لعدم الحاجة إلى التقدير في الأول وبعد المعطوف عليه في الأخيرين . وزعم الطبري أن { إِذْ } معطوفة على { إِذِ ٱلْقُلُوبُ لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ } [ غافر : 18 ] وهو مع بعده فيه ما فيه ، وجوز أن تكون معطوفة على { غُدُوّاً } [ غافر : 46 ] وجملة { يَوْمَ تَقُومُ } اعتراض بينهما وهو مع كونه خلاف الظاهر قليل الفائدة . وضمير { يَتَحَاجُّونَ } على ما اختاره ابن عطية وغيره لجميع كفار الأمم ، ويتراءى من كلام بعضهم أنه لكفار قريش ، وقيل : هو لآل فرعون . وقوله تعالى : { فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْـبَرُواْ } تفصيل للمحاجة والتخاصم في النار أي يقول المرؤسون لرؤسائهم : { إِنَّا كُنَّا } في الدنيا { لَكُمْ تَبَعًا } أتباعاً فهو كخدم في جمع خادم . وذهب جمع لقلة هذا الجمع إلى أن { تَبَعَاً } مصدر إما بتقدير مضاف أي إنا كنا لكم ذوي تبع أي أتباعاً أو على التجوز في الظرف أو الإسناد للمبالغة بجعلهم لشدة تبعيتهم كأنهم عين التبعية { فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مّنَ ٱلنَّارِ } بدفع بعض عذابها أو بتحمله عنا . و { مُّغْنُونَ } من الغناء بالفتح بمعنى الفائدة . و { نَصِيباً } بمعنى حصة مفعول لما دل عليه من الدفع أو الحمل أوله بتضمين أحدهما أي دافعين أو حاملين عنا نصيباً ، ويجوز أن يكون ( نصيباً ) قائماً مقام المصدر كشيئاً في قوله تعالى : { لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلـٰدُهُم مّنَ ٱللَّهِ شَيْئًا } [ آل عمران : 10 ] . و { مِنَ ٱلنَّارِ } على هذا متعلق بمغنون وعلى ما قبله ظرف مستقر بيان لنصيباً ـ .