Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 28-28)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ } من الأمم المجموعة { جَاثِيَةً } باركة على الركب مستوفزة وهي هيئة المذنب الخائف المنتظر لما يكره ، وعن ابن عباس جاثية مجتمعة ، وعن قتادة جماعات من الجثوة مثلثة الجيم وهي الجماعة تجتمع على جثي أي تراب مجتمع ، وعن مؤرج السدوسي جاثية خاضعة بلغة قريش . والخطاب في { تَرَى } لمن يصح منه الرؤية أو لسيد المخاطبين عليه الصلاة والسلام وهي / بصرية . و { جَاثِيَةً } حال وجوز أن تكون صفة ولو كانت علمية كانت مفعولاً ثانياً . وقرىء { جاذية } بالذال والجذو أشد استيفازاً من الجثو لأن الجاذي هو الذي يجلس على أطراف أصابعه ، وجوز أن يكون الجاذي بمعنى الجاثي أبدلت ثاؤه ذالاً فإن الثاء والذال متقارضان كما قيل شحاث وشحاذ . { كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَـٰبِهَا } إلى صحيفة أعمالها التي كتبتها الحفظة لتحاسب ، وأفرد على إرادة الجنس وإلا فلكل واحد من كل أمة صحيفة فيها أعماله ، وقيل : المراد كتاب نبيها تدعى إليه لينظر هل عملت به أو لا وحكي ذلك عن يحيـى بن سلام إلا أنه حمل ( كل أمة ) على كل أمة كافرة والظاهر العموم . وقيل : المراد بذلك اللوح المحفوظ أي تدعى إلى ما سبق لها فيه . وقرأ يعقوب { كل } بالنصب وخرج على أنه بدل من { كل } الأول . وجملة { تُدْعَىٰ } صفة . وإبدال الأمة المدعوة إلى كتابها من الأمة الجاثية حسن وجاء ذلك من الوصف ، ويقال مثل ذلك فيما إذا كان الجملة حالاً ، وإذا كانت الرؤية علمية وجملة { تُدْعَىٰ } مفعولاً ثانياً فالظاهر أنه تأكيد ، وجعله تأكيداً مع كون الجملة صفة فيه تخلل التأكيد بين الوصفين وهو كما في « الكشف » غير مستحسن . { ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } مقول قول مقدر هو حال أو خبر بعد خبر . وفي الكلام مضاف مقدر أي جزاء ما كنتم الخ أو هو من المجاز .