Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 2-2)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله تعالى : { تَنزِيلُ ٱلْكِتَـٰبِ } خبر بعد خبر على أنه مصدر أطلق على المفعول مبالغة ، وقوله سبحانه : { مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ } صلته أو خبر ثالث أو حال من { تَنزِيلَ } عاملها معنى الإشارة أو من { ٱلْكِتَـٰبِ } الذي هو مفعول معنى عاملها المضاف ، وقيل : { حمۤ } مبتدأ وهذا خبره والكلام على المبالغة أيضاً أو تأويل { تَنزِيلَ } بمنزل ، والإضافة من إضافة الصفة لموصوفها ، واعتبار المبالغة أولى أي المسمى به تنزيل الخ . وتعقب بأن الذي يجعل عنواناً للموضوع حقه أن يكون قبل ذلك معلوم الانتساب إليه وإذ لا عهد بالتسمية بعد فحقها الإخبار بها ، وجوز جار الله جعل { حمۤ } مبتدأ بتقدير مضاف أي تنزيل حم و { تَنزِيلَ } المذكور خبره و { مِنَ ٱللَّهِ } صلته ، وفيه إقامة الظاهر مقام المضمر إيذاناً بأنه الكتاب الكامل إن أريد بالكتاب السورة ، وفيه تفخيم ليس في تنزيل حم تنزيل من الله ، ولهذا لما لم يراع في حم السجدة هذه النكتة عقب بقوله تعالى : { كِتَـٰبٌ فُصّلَتْ } [ فصلت : 3 ] ليفيد هذه الفائدة مع التفنن في العبارة ، وإن أريد الكتاب كله فللإشعار بأن تنزيله كإنزال الكل في حصول الغرض من التحدي والتهدي ، فدعوى عراء هذا الوجه عن فائدة يعتد بها عراء عن إنصاف يعتد به . وإن جعل تعديداً للحروف فلا حظ له من الإعراب وكان { تَنزِيلَ } خبر مبتدأ مضمر يلوح به ما قبله أي المؤلف من جنس ما ذكر تنزيل الكتاب أو مبتدأ خبره الظرف بعده على ما قاله جار الله . وقيل : { حمۤ } مقسم به ففيه حرف جر مقدر وهو في محل جر أو نصب على الخلاف المعروف فيه و { تَنزِيلَ } نعت مقطوع فهو خبر مبتدأ مقدر والجملة مستأنفة وجواب القسم قوله تعالى : { إِنَّ فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ لأَيَـٰتٍ لّلْمُؤْمِنِينَ } .