Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 37-37)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَهُ ٱلْكِبْرِيَاء } فيه من الاختصاص ما في { لِلَّهِ ٱلْحَمْدُ } [ الجاثية : 36 ] والكبرياء قال ابن الأثير : العظمة والملك ، وقال الراغب : الترفع عن الانقياد ، وقيل : هي عبارة عن كمال الذات وكمال الوجود . وقوله تعالى : { فِي ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ } في موضع الحال أو متعلق بالكبرياء والتقييد بذلك لظهور آثار الكبرياء وأحكامها فيه . والإظهار في مقام الإضمار لتفخيم شأن الكبرياء ، وفي الحديث القدسي " الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار " أخرجه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجه وابن أبـي شيبة والبيهقي في « الأسماء والصفات » عن أبـي هريرة ، وهو ظاهر في عدم اتحاد الكبرياء والعظمة فلا تغفل { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } الذي لا يغلب { ٱلْحَكِيمُ } في كل ما قضى وقدر . وفي هذه الجمل إرشاد على ما قيل إلى أوامر جليلة كأنه قيل : له الحمد فاحمدوه تعالى وله الكبرياء فكبروه سبحانه وهو العزيز الحكيم فأطيعوه عز وجل ، وجعلها بعضهم مجازاً أو كناية عن الأوامر المذكورة والله تعالى أعلم . هذا ولم أظفر من باب الإشارة بما يتعلق بشيء من آيات هذه السورة الكريمة يفي بمؤنة نقله غير ما يتعلق بقوله تعالى : { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلاْرْضِ جَمِيعاً مّنْهُ } [ الجاثية : 13 ] من جعله إشارة إلى وحدة الوجود ، وقد مر ما يغني عن نقله ، والله عز وجل ولي التوفيق .