Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 26-26)

Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلَّذِي جَعَلَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً ءاخَرَ } مبتدأ متضمن لمعنى الشرط خبره { فَأَلْقِيَـٰهُ فِي ٱلْعَذَابِ ٱلشَّدِيدِ } بتأويل فيقال في حقه ألقياه أو لكونه في معنى جواب الشرط لا يحتاج للتأويل أو بدل من { كُلَّ كَفَّارٍ } [ قۤ : 24 ] أو من { كَفَّارٌ } وقوله تعالى : { فَأَلْقِيَـٰهُ } تكرير للتوكيد فهو نظير { فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ } بعد قوله تعالى : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ } [ آل عمران : 188 ] والفاء هٰهنا للإشعار بأن الإلقاء للصفات المذكورة أو من باب وحقك ثم حقك ينزل التغاير بين المؤكد والمؤكد والمفسر وللمفسر منزلة التغاير بين الذاتين بوجه خطابـي ، ولا يدعي التغاير الحقيقي لأن التأكيد يأباه ، وقول أهل المعاني : أن بين المؤكد والمؤكد شدة اتصال تمنع من العطف ليس على إطلاقه بسديد ، والنحويون على خلافه ، فقد قال ابن مالك في « التسهيل » : فصل الجملتين في التأكيد بثم إن أمن اللبس أجود من وصلهما ، وذكر بعض النحاة الفاء ؛ والزمخشري في الجاثية الواو أيضاً ، وجعلوا ذلك من التأكيد الاصطلاحي ، ولو جعل { ٱلْعَذَابِ ٱلشَّدِيدِ } نوعاً من عذاب جهنم ومن أهوله فكان من باب { وَمَلاۤئِكَتِهِ … وَجِبْرِيلَ } [ البقرة : 98 ] دون تكرير لكان كما قال صاحب « الكشف » حسناً . وجوز أن يكون مفعولاً بمضمر يفسره { فَأَلْقِيَـٰهُ } وقال ابن عطية : أن يكون صفة { كَفَّارٌ } وجاز وصفه بالمعرفة لتخصصه بالأوصاف المذكورة . وتعقبه أبو حيان بأنه لا يجوز وصفه النكرة بالمعرفة ولو وصفت بأوصاف كثيرة .