Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 47-48)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
صفة لجنتان وما بينهما اعتراض وسط بينهما تنبيهاً على أن تكذيب كل من الموصوف والصفة موجب للإنكار والتوبيخ ، وجوز أن يكون خبر مبتدأ مقدر أي هما ذواتا ، وأياً مّا كان فهو تثنية ذات بمعنى صاحبة فإنه إذا ثني فيه لغتان ذاتا على لفظه وهو الأقيس كما يثنى مذكره ذوا ، والأخرى ذواتا برده إلى أصله فإن التثنية ترد الأشياء إلى أصولها ، وقد قالوا : أصل ذات ذوات لكن حذفت الواو تخفيفاً ؛ وفرقا بين الواحد والجمع ودلت التثنية ورجوع الواو فيها على أصل الواحد وليس هو تثنية الجمع كما يتوهم وتفصيله في باب التثنية من « شرح التسهيل » . والأفنان إما جمع فن بمعنى النوع ولذا استعمل في العرف بمعنى العلم أي ذواتا أنواع من الأشجار والثمار ، وروي ذلك عن ابن عباس وابن جبير والضحاك ، وعليه قول الشاعر : @ ومن كل ( أفنان ) اللذاذة والصبا لهوت به والعيش أخضر ناضر @@ وإما جمع فنن وهو ما دق ولان من الأغصان كما قال ابن الجوزي ، وقد يفسر بالغصن ، وحمل على التسامح . وتخصيصها بالذكر مع أنها ذواتا قصب وأوراق وثمار أيضاً لأنها هي التي تورق وتثمر ، فمنها تمتد الظلال ومنها تجنى الثمار ففي الوصف تذكير لهما فكأنه قيل : ذواتا ثمار وظلال لكن على سبيل الكناية وهي أخصر وأبلغ ، وتفسيره بالأغصان على أنه جمع فنن مروي عن ابن عباس أيضاً ، وأخرجه ابن جرير عن مجاهد قال أبو حيان : وهو أولى لأن أفعالاً في فعل أكثر منه في فعل بسكون العين كفن ، ويجمع هو على فنون .