Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 37-37)
Tafsir: Rūḥ al-maʿānī: fī tafsīr al-Qurʿān al-ʿaẓīm wa-s-sabʿ al-maṯānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ عُرُباً } متحببات إلى أزواجهن جمع عروب كصبور وصبر ، وروي هذا عن جماعة من السلف وفسرها جماعة أخرى بغنجات ، ولا يخفى أن الغنج ألطف أسباب التحبب ، وعن زيد بن أسلم العروب الحسنة الكلام ، وفي رواية عن ابن عباس والحسن وابن جبير ومجاهد هن العواشق لأزواجهن ، ومنه على ما قيل قول لبيد : @ وفي الخدور ( عروب غير فاحشة ) ريا الروادف يعشى دونها البصر @@ وفي رواية أخرى عن مجاهد أنهن الغلمات اللاتي يشتهين أزواجهن ، وأخرج ابن عدي بسند ضعيف عن أنس مرفوعا " خير نسائكم العفيفة الغلمة " وقال إسحٰق بن عبد الله بن الحرث النوافلي : العروب الخفرة المتبذلة لزوجها ، وأنشد : @ ( يعرين عند بعولهن ) إذا خلوا وإذا ( هم خرجوا فهن خفار ) @@ ويرجع هذا إلى التحبب ، وأخرج ابن أبـي حاتم عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : { عُرُباً } كلامهن عربـي ، ولا أظن لهذا صحة ؛ والتفسير بالمتحببات هو الذي عليه الأكثر . وقرأ حمزة وجماعة منها عباس والأصمعي عن أبـي عمرو ، وأخرى منها خارجة وكردم عن نافع ، وأخرى منها حماد وأبو بكر وأبان عن عاصم { عرباً } بسكون الراء وهي لغة تميم ، وقال غير واحد : هي للتخفيف كما في عنق وعنق . { أَتْرَاباً } مستويات في سن واحد كما قال أنس وابن عباس ومجاهد والحسن وعكرمة / وقتادة وغيرهم كأنهن شبهن في التساوي بالترائب التي هي ضلوع الصدر ، أو كأنهن وقعن معاً على التراب أي الأرض وهن بنات ثلاث وثلاثين سنة وكذا أزواجهن . وأخرج الترمذي عن معاذ مرفوعاً " يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً مكحلين أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين " والمراد بذلك كمال الشباب .